سحر حمزه تعيد اكتشاف الحب في قصائدها لملهمتها اسماء


عجمان : الإمارات العربية المتحدة كتب الناقد اسامة عبد المقصود

أعادت الكاتبة الإعلامية سحر حمزة للذاكرة فكرة الصداقة الخالية من الشوائب وتجنب المصلحة في ديوانها الذي يحمل عنوان كله عذوبة واخلاص في الطرح عندما منحت مؤلفها الجديد عنوان “قصائد لملهمتي أسماء” هذا العنوان الذي يأخذ القارئ إلى تفاصيل دقيقة من الهيام بين رجل وأمرة بينما جاءت القصائد مغايرة تماما لأن الكاتبة برعت في خلق عشق من نوع آخر وضفرت حب من سلسلة مشاعر جياشة جمعتها بأمرأة أخرى رأت فيها كل ما كانت تبحث عنه في وجوه البشر من معاني الإنسانية النقية والقلوب الصافية الدافئة حسب ما جاء في الديوان.
القصائد التى وردت في الديوان صاحب 180 صفحة من القطع الصغيرة وقف ليعبر بأبياته عن سلاسة الكلمة ومرونة التعبير وتدفق المشاعر بين شاعرة تمتلك أدواتها اللغوية في السرد والمقال وأيضا في الشعر لتعبر عن معنى الصداقة التى تعايشت معها على مدار سنوات طوال مع أسماء صاحبة الإلهام.
من أول بيت في القصيدة والقارئ يشعر بالحالة التى تملكت من الكاتبة وارغمتها على تفجير ما بها من طاقات إيجابية نحو إنسانة امتزجت معها وكونتا روح واحد في جسدين ومن فرط التناغم مع صديقتها لم تلهما بكتابة قصة او قصيدة أو كتابة مقال وإنما نكتشف أن أسماء شدت الكاتبة إليها لتلهمها بالتغزل فيها وذكر خصاللها الطيبة وجمال ورقة قلبها تارة ووصف شكلها وتحديد ملامحها تارة أخرى، والديوان بالكامل كتب من أجل صديقتها صحيح انه كتب على فترات طويلة وهذا واضح من السرد واختيار ترتيب القصائد التى شكلت ضوء عند القارئ ومست عقله قبل جوارحه ليكتشف أسماء في حياته وأن تمنح الجميع مساحة من التسائل هل الملهم يفجر مشاعر الكتابة ويمنح الكاتب الفكرة لتدوينها بالشكل المناسب للنص في موضوعات شتى أم الملهم يشد الكاتب ليكتب عنه ويذكر محاسنة وخصالة البارزة؟ وهل سنجد قريبا شاعرا يكتب عن صديقه ما كتبته سحر حمزة عن صديقتها؟
أسماء بكل لغة لها معنى
وبين العرب جمعت لغاتها
أسم عريق من تاريخ قديم
يتجدد كل يوم بالأصالة عنوانها
صباح الورد يا من تبوحين بالقصيد
وتخلي الحجر ينطق من زين أفعالها
حددت سحر حمزة في هذه الأبيات رؤيتها في منح الأصدقاء ما يستحقونه من تكريم، فكانت لديها الشجاعة أن تختص من بين صويحباتها من هي ملهمتها وتصف ما فيها من سمات بأسلوب سلس وبسيط كما عاهدنا كتاباتها الأدبية الكثيرة ما بين الشعر والقصة القصيرة والرواية والمقال، فمن يتابع سحر حمزة يجد أنها تكتب بروح الطفلة الكبيرة ذات القلب النابض المدركة لقدراتها في التعبير عن الشجن والبهجة كما تصف نفسها بزهرة الليلك وملهمتها بالملاك حين تقول.
صاحبة البسمة المشرقة بعزة وأباء
سباقة بالخير بالحب تملاء الفضاء
مبادرة بمساعدة من يقصدها من الفقراء
يا من تعملين بالنهار لينام الآخرين سعداء
تمكنت في هذه الأبيات من رسم شخصية ملهمتها ووصفها الوصف الإنساني في غطار الخير واقترانه بلفظ الحب الذي تردد كثيرا في الديوان وكان سحر حمزة تصر على أن الحب موجود في الحياة وبدونه تتوقف الاشياء، ركزت كثيرا على ترسيخ مفهوم الحب وتوصيله لمرحلة العشق النفسي بين شخصين جمعتهما لحظة تلاق لا يعرفا سبب لهذا اللقاء، فمن الممكن أن يكون المحب أو الحبيبة ملهمة الكاتب أو الكاتبة، لكن الإلهام في ديوان سحر حمزة مختلف حتى الحب مغاير للواقع الذي نرى فيه الغيرة بين النساء وجفاف المشاعر بين المحبين وتلاشي المحبة بين الأصدقاء في مجتمعات دفنت نفسها في تابوت المادية والتكنولوجيا والحياة الافتراضية وتبادل المشاعر عبر شاشات الكترونية حتى الهدايا والابتسامات صارت في هذا الزمن ابتسامات مكتوبة وورود بلا روائح، لكن في ديوان “قصائد لملهمتي أسماء” نجد الحياة تنبض وتنبت جذور الحب المهملة من جديد لتدون لنا في أبياتها نوع من أنواع الحب لا بد ان نعبر عنه ونحكية.
تتلون الدرر المنثورة من ثغرها
تألقا بجمال وجهها الصبوح
طول عنقها يوحي بعزة
وكرامة تشمخ العقد في عنقها
وهج ذهب وجواهر تتلألأ بموج البحور
من جدائل شعرها الثائر تغار أمرأة
فيترقرق الدمع بها فرحا كنهر سائل
ممشوقة القوام كغزال تتهادى بمشيها
بأدب وبحشمة ثوب خجول غطى ملامحها
وجعل منها أيقونة من ياقوت نادرة الوجود
هذه الأبيات التى تصف معالم جسد ملهمتها بهذه الدقة والسلاسة تعيدنا لطفولة سحر حمزة وقلبها النقي فالوصف حين يرسم الثغر وتستدعي الشعر الثائر والدمع الممزوج بالمرح والخجل يعطي للصورة رونقها الجميل ويشعر القارئ باكتمال الحب بين شخصين.
أنت من احببتك بالله دون الوجود
أخت غالية عالية المقام ذات أصول
وصديقة قريبة حبيبة دون حدود
اتنفس هواك اسماء الله
أحب لله وفي الله
وادعوه سبحانه
أن يحفظك
وضحت سحر حمزة في هذه الأبيات سمو الحب والمبتغى الذي تنشده من أول قصيدة في ديوانها “قصائد لملهمتي اسماء” كما بينت العلاقة التى تربطها بواحدة من النساء اللاتي اكتشفت سحر حمزة نفسها فيها كما يكتشف عادة الكاتب بطلة قصصه ورواياته الطويلة، فأسماء قد تكون الأخت والأم والحبيبة أو كل ملهمة تؤثر في وجدان البشرية، فأسماء كل هذه النساء مجتمعة في المعنى الراسخ في الموروث الثقافي للإلهام الذي ي

زر الذهاب إلى الأعلى