المفكر الإسلامي علي محمد الشرفاء يكتب: لن يتم اصلاح هذا الدين، إلا بالعودة إلى كتاب الله

الموريتاني : قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) البقرة.
نتيجة أربعة عشر قرنا من السير لهاثا وراء روايات مبتكرة عششت ثم باضت وافرخت وخيمت على قلوب المسلمين حفظوها وانشغلوا بها واعتبروها اللب اللباب للدين الإسلامي الحنيف المزكى من تلك الاباطيل لانه جاء لإنقاذ البشرية. فكيف به يعرقها في متهات الخطاب الديني المثقل والمشبع بروايات تفنن الشيوخ والفقهاء في صنعها كما تفننوا في خلق الشيع والتمذهب.
ونتج عن ذلك تشويه لديننا وتحريف لرسالة الاسلام الزكية وتشويه لصورته حتى صار الاسلام اليوم مرادفا للهدم و القتل والتدمير وسفك الدماء ومنهلا يرده العطاش الى الارتواء بدماء الآدمية باسمه كذبا وزورا.
ذلك ما فعلته القاعدة و ذلك ما تفعله داعش و الاخوان….
و التكفيريون والتكفيريين…
لقد جاء الإسلام لإنقاذ البشرية من الظلم و القهر والعبودية و الذل والامتهان لانه دين يقوم على الرحمة والعدل والحرية والسلام قال تعالى مخاطبا نبيه الكريم: وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. 107 الأنبياء.
مما يعنى أن رسالة الاسلام ركزت اولما ركزت على الرحمة و بوبت اولما بوبت على أساليب الرحمةبالأحياء جميعا بالآدمية والحيوان والبيئة وجعل الاسلام لكل حقوقا و دوافع وموانع مؤسسة و مرساة على اساليب علمية وحضارية تقاصرت عنها احدث نظريات العلم اليوم
. و في مجال العدل يقول تعالى:.يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (

?

المائدة.
وقال تعالى :إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) النساء
وقال تعالى: كل نفس بما كسبت رهينة( 38) المدثر.
فالناس تجزى بأعمالها بغض النظر عن رتبها ومكانتها وسلطتها في الدنيا قال تعالى: وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) الزمر.
و في مجال الحرية تحمل الإنسان الأمانة باختيار قال تعالى:
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) الأحزاب.
وتتضح كذلك من قوله تعالى : لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) البقرة
فالانسان حر وله أن يختار.
ويظل السلام والسلم حاضرين في هذا الدين قال تعالى في قصة اول مولودين لآدم وحواء على الأرض: لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) المائدة.
وقال تعالى محضدا على السلم ونبذ القتال: وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) الأنفال.
فكيف ينقاد المسلمون لروايات باطلة ولقصص مختلقة جاءت على الأخضر واليابس وفرقت المسلمين و شوهت رسالة الدين الإسلامي وادت الى العنف والتطرف والنظرة العدائية وجعلت المسلمين عرضة لأن يكونوا محل اتهام و يتسلط عليهم الأعداء من كل حدب وصوب باعتبارهم مفسدين و ماردين وقتلة.
لقد آن الأوان لنبذ هذه الروايات والاعتصام بالقرآن وما ورد فيه والتخلي عن التناحر و الصراعات المدمرة والعودة إلى كتاب الله وكتاب الله فقط وما ورد فيه بالقراءة والتدبر واتخاذه منهجا ونبراسا تهتدي هذه الأمة وتخرج مما تتخبط فيه من متاهات لأن قلوب المؤمنين حين يحدث ذلك ستطمئن بالإيمان الحقيقي الذي به ترقى و تتلقى و الذي به توجه كل الأعمال لله ابتغاء مرضاته والتقرب إليه قال تعالى :قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) الأنعام
وبذا يتحقق القصد من خلق البشر وابتعاث الرسل بالكتب قال تعالى:وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) الذاريات.
فلنسع جميعا كلمة عربية إسلامية لتحقيق هذه الغايات وهذه المالات.

زر الذهاب إلى الأعلى