مهرجان مدائن التراث في آدرار : آمال كبيرة وتحديات في تنفيذ المشاريع التنموية .. تغطيات الموريتاني

يترقب سكان ولاية آدرار، وخاصة مقاطعة شنقيط، تنظيم مهرجان مدائن التراث في نسخته المقبلة في مدينتهم التاريخية.

هذا الحدث الثقافي الكبير الذي يقام سنويا في في اربع مدن تاريخية في البلاد ، يعكس أهمية التراث الموريتاني ويفتح الباب أمام العديد من الفرص الاقتصادية والاجتماعية للسكان المحليين.

ومع ذلك، تظل هناك بعض المخاوف المتعلقة بكيفية تخصيص الأموال والمبالغ المقررة للمهرجان، مما يثير تساؤلات حول استفادة المواطنين من هذه الفعالية.

التمويل والمخصصات:

في إطار التحضيرات لهذه النسخة، أعلن وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، الحسين ولد مدو، أن الغلاف المالي المخصص لمهرجان مدائن التراث لهذا العام سيتجاوز 16 مليار أوقية.

من هذا المبلغ، تم تخصيص 3.9 مليار أوقية للجانب التنموي للمهرجان، الذي أضافه رئيس الجمهورية في النسخ الأخيرة.

كما أعلن الوزير أن 12 مليار أوقية أخرى كانت قد خصصت في وقت سابق لتمويل طريق شنقيط، مما يعكس الاهتمام الحكومي بتطوير البنية التحتية في المنطقة.

المكونات الثلاثة للمهرجان:

كما أوضح الوزير أن النسخة المقبلة من المهرجان ستشهد تعزيزاً للمكونات الثلاثة التي يتميز بها الحدث، وهي: العلمي، الفني، والتنموي.

في الجانب العلمي، سيتم إصدار عدة مؤلفات موريتانية لأول مرة، مع دعوة شخصيات علمية وثقافية دولية للمشاركة في الفعاليات.

من جانب آخر، سيشهد الجانب الفني حضور العديد من الفرق الموسيقية والشعراء من دول مختلفة، مما يعزز التبادل الثقافي بين موريتانيا والدول الأخرى.

التحديات والمخاوف:

رغم الوعود الحكومية بتخصيص هذه المبالغ الضخمة لتطوير المنطقة وتعزيز النشاطات الثقافية، فإن هناك من يعتقد أن الأموال المخصصة للمهرجان غالباً ما تذهب إلى جيوب المفسدين، مما يثير شكوكاً في مدى استفادة السكان المحليين من هذه المشاريع.

هذه المخاوف ليست بالجديدة، إذ لطالما أثار العديد من المواطنين تساؤلات حول آلية توزيع الأموال المخصصة للمهرجانات الكبرى، سواء في ما يتعلق بالبنى التحتية أو الدعم التنموي المباشر.

التوقعات والمكاسب المنتظرة:

تظل آمال سكان ولاية آدرار خاصة مقاطعة شنقيط كبيرة في أن يحمل مهرجان مدائن التراث في نسخته المقبلة آثاراً إيجابية ملموسة على حياتهم اليومية.

فقد أظهر المهرجان في السنوات الماضية قدرة على جذب الزوار والمستثمرين إلى المنطقة، مما يساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي.

كما أن الاهتمام بتطوير البنية التحتية مثل الطريق الرابط بين المدن، يشكل خطوة إيجابية نحو تسهيل التنقل وتعزيز حركة التجارة.

لكن، وعلى الرغم من هذه الآمال، فإن الشفافية في توزيع الأموال ورصد المشاريع التنموية هو العامل الأهم لضمان استفادة حقيقية للمواطنين.

من الضروري أن تتم متابعة تنفيذ المشروعات بشكل دوري، وأن يتم إشراك المجتمع المحلي في عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بتوزيع الموارد لضمان أن تحقق هذه المشاريع أهدافها التنموية دون انحرافات.

ختاما:

إن مهرجان مدائن التراث هو فرصة كبيرة بالنسبة لسكان ولاية آدرار، إلا أن تحقيق المكاسب الحقيقية يتطلب ضمان الشفافية في تخصيص الموارد ومتابعة تنفيذ المشاريع.

يبقى الأمل في أن تساهم النسخة المقبلة من المهرجان في تعزيز التنمية المستدامة للمنطقة، وأن تظل الأموال المخصصة لهذا الحدث في خدمة المصالح العامة.

مراسل الموريتاني شنقيط

زر الذهاب إلى الأعلى