بدأ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، جولة إفريقية تستغرق خمسة أيام، استهلّها بزيارة إلى دولة موريشيوس قبل التوجه إلى جنوب إفريقيا للمشاركة في قمة مجموعة العشرين، ثم لاحقاً إلى الغابون لإجراء محادثات مع الرئيس الجديد بروس نغويما.
وكان ماكرون قد وصل إلى العاصمة بورت لويس، حيث عقد محادثات مع نظيره دارامبير غاخول في القصر الرئاسي. وقد بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائي في عدد من المجالات، من بينها الأمن الغذائي، والانتقال الطاقي، والذكاء الاصطناعي، وفق ما أوردته وسائل إعلام محلية، التي أكدت أن اللقاء أعاد التأكيد على عمق الشراكة بين البلدين والالتزام المشترك بتطوير مجالات التعاون ذات الاهتمام المتبادل.
وخلال الزيارة، مُنح الرئيس الفرنسي وسام “نجم ومفتاح المحيط الهندي” من الدرجة الأرفع، باعتباره أول رئيس فرنسي يزور موريشيوس منذ عام 1993.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الموريشي، نيفان رامغولام، أعلن ماكرون أن فرنسا “أخذت علمًا” برغبة السلطات الجديدة في مدغشقر تنظيم انتخابات في “أجل معقول” بعد الانقلاب الذي وقع في أكتوبر الماضي، مؤكداً استعداد باريس لـ“مواكبة المرحلة الانتقالية بروح من الانفتاح”.
وأكد ماكرون أن السلطات الجديدة في مدغشقر عبّرت عن إرادة واضحة للاستجابة لتطلعات الشباب “الذي عبّر بقوة وبكرامة”، والعمل على تحديد إطار زمني محدد للمرحلة الانتقالية يمهّد لتنظيم انتخابات شفافة. كما شدد على أن دعم بلاده سيركز على احتياجات الشعب الملغاشي، خصوصاً في مجالات التنمية الاقتصادية، والطاقة، وتمكين الشباب، ومحاربة الفساد والإثراء غير المشروع.
وتأتي هذه التصريحات في ظل توتر بين باريس ومدغشقر، عقب الجدل الذي أثاره تهريب فرنسا للرئيس السابق أندري راجولينا إلى خارج البلاد.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الموريشي عن دعمه الكامل للجهود الفرنسية، ولجهود الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي ومجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية (سادك)، الرامية إلى استعادة الاستقرار وعودة الديمقراطية في مدغشقر في أقرب وقت ممكن.
وكان العقيد ميكائيل رندريانيرينا قد تولى رئاسة مدغشقر في 17 أكتوبر الماضي، بعد أن سيطرت وحدته العسكرية على الحكم وأجبرت الرئيس السابق راجولينا على المغادرة، في خضم احتجاجات واسعة قادها شباب حركة “جيل زد” منذ أواخر سبتمبر.

