على محمد الشرفاء الحمادي رجل من المخلصين الأوائل الذين دأبوا على ملف الاتحاد منذ أن كان وليداً في دولة زايد صاحب الخلفية العسكرية أبي أن يصمت كما صمت الكثيرون عن تزيف الوعي والتضليل الذي أبعد الناس عن كتاب ربهم فهجروه والذي ساهم بتشكيل الوعي العربي بكتاباته
منذ أن بدأ على محمد الشرفاء في رحلة الكتابة أصبح له دور محوري في محاربة التزييف والتضليل الذي كان يختبئ وراءه العديد من الأيدي العابثة بالعقول وفي وقت كانت فيه كثير من الأصوات قد سكتت أو ربما غُيبت تحت وطأة التحديات السياسية والاقتصادية رفض هو أن يكون جزءا من الصمت المطبق لم يكن يهتم لتهديدات التغاضي أو الاندماج مع القطيع بل آثر أن يتبنى دور المصلح الذي لا يخشى من قول الحقيقة لم يكن يهدف فقط إلى الإصلاح السياسي أو الاجتماعي بل كان أكثر اهتماما بما هو أعمق من ذلك حيث يهدف إلى إعادة الوعي للأمة العربية إلى زرع جذور الفهم الصحيح للدين والحياة....
على محمد الشرفاء الحمادي ينظر إلى كتاب الله تعالى كمرجعية نهائية وكمصدر أساسي للوعي والفهم لانه يرى أن الأمة العربية قد ابتعدت عن هذه المرجعية بسبب الانغماس في الشواغل اليومية وتحت وطأة الانقسامات السياسية التي أدت إلى تشويش الوعي الجمعي ولذلك جاءت كتاباته تنبع من ضرورة العودة إلى الأساسيات إلى النبع الصافي الذي لا يشوبه تشويه أو تحريف فيرى أن معركة الوعي هي أولوية الأمة في هذه المرحلة وأنه لا سبيل إلى النهضة أو التقدم ما لم تعود الأمة إلى منبعها الأصلي
وقد سعى الشرفاء بكل طاقته لتذكير الأمة العربية بكتاب ربها ففي وقت كان فيه كثيرون يظنون أن الطريق إلى التقدم يكمن في اتباع تقاليد الغرب أو التماهي مع الأنماط الحديثة التي لا تلتفت إلى الجذور الثقافية والدينية للأمة اكد على محمد الشرفاء أن هذه الطريقة قد تكون ضارة بل ومضللة وطالب باستعادة الهوية العربية الأصيلة التي تنبع من الكتاب المبين واتباع الرسول الأمين وأن من خلال ذلك وحده يمكن للأمة أن تحقق نهضتها المنشودة
إن كتاباته تعد بمثابة الضوء الذي يبدد ظلام التبعية الفكرية لقد اشار بأصابع الاتهام إلى أولئك الذين زيفوا الوعي العربي ودفعوا بأبناء الأمة إلى الابتعاد عن المعايير الدينية والأخلاقية التي كانت تشكل هوية الأمة على مر العصور ودائما يرفض أن تكون الأمة مجرد تابع لما هو شائع في الغرب أو الشرق بل انه يؤمن بأن العودة إلى الأصالة والفهم العميق للرسالة الإسلامية هو السبيل الأوحد لبناء أمة قادرة على التصدي للتحديات الكبرى التي تواجهها
على محمد الشرفاء الحمادي يمثل النموذج الحي للإنسان الذي لا يرضى بالجمود الفكري أو الاستسلام للواقع السلبي بل يسعى دائمًا إلى النهوض بالأمة والتصدي للأفكار التي تهدد هويتها وهو المثال الذي يُحتذى به في الدفاع عن الوعي الصحيح وتحفيز الآخرين على التفكير النقدي إن كتبه وأفكاره تشكل مرجعية هامة لكل من يطمح إلى فهم أعمق للواقع العربي والإسلامي

