د.محمد يحيى غيده يكتب.. منهجية أطروحات الشرفاء الحمادي "3"

د.محمد يحيى غيده يكتب.. منهجية أطروحات الشرفاء الحمادي "3"

لا يزال الحديث ممتدا في الحلقة الثالثة حول منهجية أطروحات الشرفاء الحمادي، التي جاءت في كتاب "المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي"،

في حلقة اليوم نتحدث عما جاء في الصفحة 42 من الكتاب في طبعته الثانية، وفيها يقول مفكر العرب الشرفاء الحمادي: "لقد استهدفت الروايات التي نشرها الفرس على لسان بعض الصحابة، خلق حالة من التفرقة بين العرب المسلمين لإحداث نزاع واقتتال فيما بينهم، انتقاما منهم لاقترافهم جريمة إسقاط الإمبراطورية الفارسية، فترتب على ذلك نشوء حالة من التصديق والإيمان بتلك الروايات".

وبشأن صناعة الروايات 
في الفقرة السابقة أجاب الكاتب عن عدد من الأسئلة المحورية حول الروايات من حيث الهدف وكيفية صناعتها، وكيف مرر هؤلاء المزيفون أسماء الصحابة حتى يتم تصديق ما يقدمونه من روايات حتى إن خالفت القرآن الكريم.

روايات لها أهداف
فمن وضع الروايات هم الفرس ونسبوها إلى الصحابة حتى تنال القدسية لدى عامة المسلمين، وإن خالفت القرآن الكريم في النص والتفسير، وخاصة الروايات التي تحقق لهم آمالهم وتطلعاتهم، وهو خلق حالة من الفرقة والقتال والنزاع بين المسلمين العرب، وذلك انتقاما من العرب لأنهم أسقطوا الإمبراطورية الفارسية في السابق.

تقديس الروايات

ولكن رغم أن التحليل منطقي والهدف واضح، وخاصة أن هناك روايات تخالف القرآن الكريم نصا وتفسيرا، فإن عملية تمرير تلك الروايات صاحبتها حالة من تغييب الوعي والعقل بين العرب والمسلمين، هذه الحالة تتمثل في إضفاء القدسية على أصحاب الروايات بشكل مبالغ فيه، حتى إن بعضهم أخذ في القدسية مكانة كبيرة بالجهل والتخلف علت على قدسية القرآن الكريم؛ الخطاب الإلهي الصحيح، وذلك من خلال مبررات واهية وهي تفسير النص ومضمون النص وما قيل  عن النص من روايات قد تصل بتفسيره إلى تغيير معناه الواضح، مع أن الله عز وجل أنزل القرآن عربيا مفصلا واضحا لا يقبل اللبس.

تغييب الوعي

خلاصة القول في مقالنا  اليوم، أن هناك جذورا تم تأسيس الروايات عليها لم يفطن لها عامة المسلمين، وهناك حالة من تغييب الوعي واضحة وإضفاء القدسية على أشخاص غير معصومين، وبهذا تم دس روايات جلها يدعو إلى الفرقة والنزاع والقتال، وهو ما حقق له مرادهم.

في المقال المقبل، يتجدد اللقاء باذن الله في تناول المنهجية البحثية لأطروحات الشرفاء الحمادي.. دمتم بخير.

كاتب مقال نائب أول رئيس مركز "العرب للأبحاث والدراسات".