إعلاميون فرنسيون يبحثون الذكاء الاصطناعي واقتصاد الترفيه في المنتدى السعودي للإعلام

إعلاميون فرنسيون يبحثون الذكاء الاصطناعي واقتصاد الترفيه في المنتدى السعودي للإعلام

في النسخة الخامسة من المنتدى السعودي للإعلام التي تعقد خلال الفترة من 2 إلى 4 فبراير 2026، يشارك أربعة إعلاميين فرنسيين بخبرات تمتد من قيادة اتحادات ناشري الأخبار إلى إدارة شبكات البث، ومن استراتيجيات الذكاء الاصطناعي في الصناعات الإبداعية إلى إدارة أسواق محتوى التلفزيون والترفيه الرقمي. 

وتوزعت مشاركاتهم على أربع جلسات تضع سؤال التأثير في صدارة النقاش: كيف تُهندس التحالفات اتجاهات الرأي العام العالمي؟ وكيف تُدار الشراكات بوصفها محركاً لاقتصاد إعلامي مستدام؟ وكيف يعيد الذكاء الاصطناعي تعريف علاقة الإعلام التقليدي بالتقنية؟ وكيف تتحول صناعة الترفيه إلى قوة اقتصادية صاعدة، ضمن تحولات تشهدها السعودية وتنعكس على صناعة المحتوى عالمياً؟

ويمثل فنسنت بيرين، الرئيس التنفيذي السابق للاتحاد العالمي للصحف وناشري الأخبار (WAN-IFRA)، رؤية ترتبط مباشرة بجلسة «كيف تُشكِّل التحالفات الرأي العام العالمي؟». فخبرته في قيادة مؤسسة دولية تُعنى بصناعة الصحف وناشري الأخبار تمنحه مدخلاً عملياً لقراءة الشراكات الإعلامية كأدوات تنسيق وتوحيد للسرديات، عندما تتقاطع المصالح التحريرية مع شبكات التوزيع والتأثير. وتزداد هذه الرؤية عمقاً مع خبرته في مكتب وزير الثقافة والاتصال الفرنسي، حيث كان مسؤولاً عن الصحف ووسائل الإعلام الجديدة، إضافة إلى الاجتماعات العامة للصحافة المكتوبة.

وفي جلسة «كيف تنجح الشراكات الإعلامية في صنع اقتصاد مستدام»، يشارك سام بارنيت، الرئيس التنفيذي لشركة Central European Media Enterprises، بخبرة دولية تمتد 30 عاماً في إدارة منظمات في الأسواق الناشئة. ومساره المهني الذي جمع بين خلفية في التنمية والاستشارات الإدارية، ثم قيادة وتنمية مجموعة MBC، أحد أكبر المجموعات الإعلامية في الشرق الأوسط، يمنحه مادة عملية للحديث عن الشراكة بوصفها أداة لنمو الأعمال واستدامتها. كما يضيف انتقاله مؤخراً إلى أوروبا الوسطى مع CME، للتركيز على نمو البث التلفزيوني والتدفق الرقمي، بعداً مرتبطاً بتحولات السوق وعادات المشاهدة، ويقارب سؤال الجلسة حول تلاقي قطاع الإعلام مع الشركات المستدامة لصناعة نجاحات طويلة المدى، عبر نماذج عمل تربط المحتوى بالتوزيع وبالقيمة الاقتصادية.

أما إريك لنتولو، مدير المحتوى والشراكات في مهرجان الفيلم العالمي للذكاء الاصطناعي، فيحضر ضمن جلسة «الإعلام التقليدي والذكاء الاصطناعي: شراكة أم منافسة؟» بوصفه استراتيجياً فرنسياً في الإعلام والاتصال يركز على الذكاء الاصطناعي، وقائداً فكرياً يتناول تداعيات الابتكار التكنولوجي على الصناعات الإبداعية. ويضعه موقعه المهني عند نقطة التماس بين المحتوى والتقنية والشراكات، حيث يصبح السؤال العملي: كيف يوظف الإعلام التقليدي أدوات الذكاء الاصطناعي لتطوير محتواه وعملياته؟ ومن أي زاوية تُدار العلاقة بين المؤسسات الإعلامية والتقنيات الجديدة، زاوية التكامل في الإنتاج والتحرير والتوزيع، أم زاوية المنافسة على السرعة والجودة وتشكيل الاهتمام العام؟

وتشارك لوسي سميث، مديرة محفظة في شركة RX France، في جلسة «صناعة الترفيه.. قوة اقتصادية صاعدة»، التي تناقش التحول الذي شهدته السعودية في قطاع الترفيه بوصفه رافداً اقتصادياً. وتشرف سميث على مشاريع عالمية في الأسواق والمؤتمرات المتخصصة في صناعة التلفزيون والترفيه الرقمي على مدار العام، وتضم محفظتها فعاليات بارزة مثل MIPCOM CANNES، إضافة إلى مبادرات مثل MIPJUNIORS وMIP LONDON وMIP CANCUN. كما قدمت مبادرات لتعزيز برامج التوجيه والإرشاد عبر فعاليات التواصل، ومنها جائزة MIP SDG Award التي أطلقت بالشراكة مع الأمم المتحدة لتسليط الضوء على الشركات التي توظف إمكانات التلفزيون لتحقيق تأثير إيجابي. وتضع هذه الخبرات سميث في قلب نقاش الترفيه بوصفه صناعة تقودها الأسواق والمنصات والفعاليات المؤثرة، وتمنح الجلسة بعداً عملياً يرتبط بكيفية تحويل المحتوى الترفيهي إلى قيمة اقتصادية قابلة للنمو.

وتقدم مشاركة الإعلاميين الفرنسيين الأربعة في المنتدى السعودي للإعلام 2026 صورة مركزة عن مسارات متقاطعة في صناعة المحتوى: تحالفات تصنع السرديات وتؤثر في الرأي العام، وشراكات تبحث عن استدامة اقتصادية في عالم يتغير بسرعة، وذكاء اصطناعي يعيد ترتيب أدوات العمل الإعلامي، وترفيه يتحول إلى قطاع اقتصادي صاعد. وفي جمع هذه المسارات داخل منصة واحدة، تتشكل أمام جمهور المنتدى السعودي للإعلام فرصة لقراءة التحولات من منظور خبرات عملية متعددة، تلامس جوهر السؤال الذي يشغل الإعلام اليوم: كيف تُدار القوة الناعمة للمحتوى عندما تتغير أدواتها وشبكاتها وأسواقها في الوقت نفسه؟