ممارسة السيادة الوطنية: قراءة في الإجراءات التنظيمية الخاصة بتسوية وضعية المهاجرين في موريتانيا

ممارسة السيادة الوطنية: قراءة في الإجراءات التنظيمية الخاصة بتسوية وضعية المهاجرين في موريتانيا

فلتشتكي كل المنظمات التي لا تريد لموريتانيا أن تفرض سيادتها على أرضها وأن تنظم ترتيبات العيش على وطنها مرحبة بكل ملتزم بقوانينها ونظمها العادلة 
فلموريتانيا وحدها الحق الكامل في تحديد من يحق له العبور أو الاقامة على حوزتها الترابية رضي ذلك من رضيه وكرهه من كرهه .


بالفعل كانت تسود في ربوع هذا الوطن العزيز حالة من التغافل الإداري مكنت الكثير من الأشقاء الأفارقة من الدخول والعمل والسكن في بلد مضياف لم يزل إلى هذه اللحظة يرحب بكل راغب في العمل والإقامة به 
لكن هذه المرة وفق ترتيبات تنظيمية وإدارية موضوعية ، فقد بدأت الداخلية الجهة المختصة في شؤون الهجرة بفتح باب تسوية وضع إقامة الوافدين مانحة إياهم امتيازات تشجيعية استفاد منها الراغبون المؤهلون في الحصول على الإقامة وأعرض عنها مستهترون ظنا منهم بأن لا تغير في الإرادة الوطنية حتى باغتهم إجراء التهجير
وقد راعت فيه السلطات المختصة التقيد بقوانين البلد ومساطر الحقوق الإنسانية 
غير أن المتضرر من التهجير رغم إدراكه لمخالفته قوانين الدخول والإقامة في الجمهورية الإسلامية الموريتانية وإحساسه بالتقصير في تسوية وضعه حين أتيحت له فرصة ذلك لن يكون راضيا ولا ممتنا ولا ذاكرا الفضل لبلد آواه وشغله دون من ولا أذى قبل أن يلزمه بتسوية وضعية غير قانونية وضع المهاجر نفسه فيها متجاوزا كل القوانين والأعراف المتبعة في العالم الترتيبات التنظيمية والإدارية المتبعة في تصحيح وضعية المهاجرين ليست عقابية ولا عنصرية ولا تستهدف مهاجرا ولا وطنا جارا أو جنبا 
ولكنها ممارسة سيادية لضبط اقتصاد وأمن وحركة البلد وساكنيه من مواطنين ومقيمين ولا تختلف عن سائر الإجراءات التنظيمية التي قامت وتقوم بها الدولة في سبيل ضبط الحياة العمومية من ضبط سجلات الحالة المدنية إلى تنظيم الأحزاب السياسية ونحو وكل إجراء تنظيمي يخدم الوطن والمواطن والمقيم والمستثمر يوجد لاعب براغماتي متضرر منه تراه يبذل قصارى جهده في الوقوف في وجهه شأنه شأن المهاجر غير الشرعي حين تضبطه سلطات الهجرة وتخضعه للقوانين المتبعة 
ولا غرابة إن علت صيحات منظمات وأحزاب سياسية في نواكشوط وفي المهجر تتهم رجل الوطن الشجاع الجسور المخلص المتفاني في عمله الهادئ الخلوق الصلب محمد احمد احويرثي وزير الداخلية مهندس التصحيح واصفة ومتهمة إياه بما يناسب خسارتها الاستراتيجية في تصحيح وضعية المهاجرين من أوصاف وتهم 
لكن الإرادة الصادقة والعزيمة القوية والوعي الحصيف لصاحب المعالي وزير الداخلية لا تلتفت لنباح أو عويل هدفه الإشغال وتشتيت الذهن والجهد 
وإضاعة الوقت في ترضيات لا عهد ولا وفاء لأصحابها ترضيات انتهجها البعض في مواقف سابقة لم تفد الوطن أكثر من كونها كلفته ترميز بعض الحمقى.

محمد محمود محمد سيدي
المدير الناشر لمنصة رصد 24