احتفال خاص بالذكرى الخامسة والستين للاستقلال الوطني الموريتاني - خاص

احتفال خاص بالذكرى الخامسة والستين للاستقلال الوطني الموريتاني - خاص

تعيش موريتانيا هذه الأيام على إيقاع الاستعدادات الرسمية والشعبية للاحتفال بالذكرى الخامسة والستين للاستقلال الوطني، وهي مناسبة تحمل في وجدان الموريتانيين رمزية تاريخية كبرى، وتشكّل محطة سنوية للتأمل في مسار الدولة منذ إعلان الاستقلال في 28 نوفمبر 1960، ومراجعة منجزاتها وتحدياتها.

وتشهد العاصمة نواكشوط والمدن الداخلية حراكاً واسعاً، حيث تنتشر مظاهر الاحتفال في الشوارع والساحات العامة، وترتفع الأعلام الوطنية على المباني والمؤسسات الحكومية، بينما تستعد القوات المسلحة وقوات الأمن لتنظيم العرض العسكري الذي يحضره رئيس الجمهورية وكبار المسؤولين. ويُعدُّ العرض العسكري إحدى أبرز فقرات الاحتفال، إذ يجسّد جاهزية القوات الوطنية ويُظهر تطور قدراتها خلال العقود الماضية.

وفي موازاة الجانب الرسمي، تنشط الفعاليات الثقافية والفنية من أمسيات شعرية ومعارض للفنون والحرف التقليدية تحت إشراف وزارة الثقافة والقطاعات المعنية. كما تشهد بعض الولايات تنظيم مهرجانات محلية تعكس تنوّع الموروث الثقافي الوطني، وتستقطب أعداداً من الزوار والمهتمين.

وتأتي ذكرى هذا العام في سياق اقتصادي يشهد إطلاق عدد من المشاريع الكبرى في مجالات الطاقة والمعادن والبنى التحتية، ما يمنح المناسبة بُعداً إضافياً يتمثل في ربط الاحتفال بنقاش وطني حول آفاق التنمية ومستقبل الأجيال المقبلة. كما ينتظر المواطنون الرسائل الرسمية التي جرت العادة أن تُعلن في مثل هذه المناسبات، وتتعلق غالباً بالإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية وتوجيهات السياسة العامة.

وفي هذه الذكرى، يستحضر الموريتانيون جيل التأسيس والآباء المؤسسين الذين وضعوا اللبنات الأولى للدولة الحديثة، ويستعيدون التضحيات التي رافقت مسيرة بناء المؤسسات وبسط السيادة الوطنية. كما تشكّل المناسبة فرصة لتجديد روح الانتماء وتعزيز الوحدة الوطنية في مجتمع متعدد الثقافات والمكونات.

ويجمع المراقبون على أن عيد الاستقلال ليس مجرد احتفال سنوي، بل هو موعد للتقييم والمساءلة واستشراف المستقبل. إذ يُنتظر أن يترافق الاحتفال هذا العام مع دعوات لتعزيز الحوكمة وتطوير الخدمات الأساسية وتسريع وتيرة الإصلاحات بما ينعكس على حياة المواطن ويحافظ على الاستقرار الذي تميّزت به البلاد خلال السنوات الأخيرة.

وهكذا، تظل ذكرى الاستقلال مناسبة وطنية جامعة، تتقاطع فيها رمزية التاريخ مع تطلعات الحاضر ورهانات المستقبل، وتفتح صفحة جديدة في مسيرة موريتانيا نحو مزيد من البناء والديمقراطية والتنمية الشاملة.
حي حسن