دعا الرئيس محمد ولد الغزواني الشعب الموريتاني لأن يعي جميعا "أن الترويج لفكرة كون الفساد عاما وشاملا، وكذلك رمي الجميع به، اعتباطا، من غير دليل ولا قرينة، يرفع الحرج الاجتماعي عن المفسد، ويحمله على التمادي، ويدفع الأفراد إلى استسهال الفساد، والمجتمع إلى التعايش معه وتقبله".
وأكد ولد الغزواني خلال خطابه بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لعيد الاستقلال الوطني أن في ترويج هذه "من إضعاف نجاعة مكافحة الفساد ما لا يخفى".
وشدد ولد الغزواني على أن موريتانيا لن تكسب حربها على الفساد إلا إذا جعلتها حربا مجتمعية، بقدر ما هي حرب مؤسسية، قائلا: "فلنكن، جميعا، يدا واحدة عليه".
وتحدث ولد الغزواني عن إصرارهم على تعزيز مكافحة الفساد، بنحو مؤسسي مسؤول، لا تتحول معه مكافحة الفساد إلى فساد، بفعل تصفية الحسابات أو الانتقائية، أو المحاباة.
وذكر غزواني بأن نجاعة الجهود الإنمائية متوقفة على رشد الحكامة، بما يقتضيه من محاربة جادة ومسؤولة لداء الفساد بمختلف صنوفه وأشكاله: المالية، والإدارية، والسياسية، والاجتماعية.
وأردف أنهم لذلك، قووا ترسانة مكافحة الفساد باعتماد قوانين جديدة تتعلق بتعزيز إلزامية التصريح بالممتلكات، كما أكدوا مواصلة نشر تقارير هيئات الرقابة والتفتيش، ونفذوا، بصرامة، توصياتها، وأنشأوا السلطة الوطنية لمكافحة الفساد.
كما تحدث ولد الغزواني عن تعزيزهم النظام العدلي، وتكريسهم استقلاليته بترسيخ الفصل بين السلطات، ومواصلتهم إصلاح الإدارة، وتوسعهم في رقمنة الخدمات.

