اللغة… مرآة الشعوب/الولي سيدي هيبه

كتب البروفيسور سيدي الشيخ ردًا راقيًا ومؤثرًا على التصريحات غير اللائقة التي أُسندت للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، والتي وصف فيها أطباء البلد بالجزارين. وهذا الكلام، لا يمكن أن يصدر عن أي شخص في أي مكان في العالم، لغياب مبرراته، ولا استقامته في أي ثقافة أو مجتمع، إذ إنه ببساطة لا يتوافق مع القيم الإنسانية الأساسية في جميع اللغات والشعوب.

في بلاد “اللادولة”، التي يعيش فيها الكثيرون في عقولهم وسلوكياتهم دون احترام للمنظومات الأخلاقية التي تسير المجتمعات وفقًا لها، يصبح من المألوف أن يُلقى الكلام الحاقد والمقلل للشأن بلا تفكير. لكن هذا السلوك، الذي يبرز من شخص متكبر وقاسي، ما هو إلا دليل على التفوق الزائف والتعالي غير المبرر على الآخرين. هذا النوع من الكلام المتنقل بين “الغرظ” و”اتمورير” و”استطفيل” وغير ذلك من الألقاب والصفات السقيمة، لا يعكس إلا الرغبة المتيلطة في إهانة الناس وتقليص قيمتهم، في خطوة تبتعد عن الاعتراف بإنسانية الآخر وحقوقه.

أطباؤنا في بلادنا هم مثل أطباء العالم أجمع، يعملون بتفانٍ وإخلاص لخدمة صحة الناس، وليسوا كما وصفهم هذا الكلام الباطل.

تبقى الاسئلة الأهم:

متى يتحلل اهل المنكب المنكوب من مفردات لغة “الغاب” ويخرجوا من تحت عباءة السيبة إلى رحاب الدولة السوية؟

متى يتحرر الناس من لغة “الغاب” التي لا تبني بلداً؟ ومتى يتجاوزون مفردات التقليل من قيمة الإنسان، ليعيشوا في دولة حقيقية تسودها العدالة والمساواة؟

اللغة أساس تحضر ووحدة الأمة لانها مستودعُ حضارتها، ومرآة فكرها، فهي نشاط الفكر وصداه الذي يتردد في آفاق المجتمع ورحاب النفس، وهي القدر المشترك من الحياة والنفسية بين أبناء الأمة الواحدة، في إطارها يتم تفاعل الأفكار، وفي نظام رموزها يتم التعبير عن التنظيم الكامل لحياة الحضارات وأنماط أفكارها.

زر الذهاب إلى الأعلى