الكيان يمتهن كل المواثيق الدولية والغرب والأمريكان نماذج للظلم والعدوان.. “ومضات على الطريق”

الموريتاني : الملخص 

في الحلقة السابعة والثلاثين من حلقات موسوعة “ومضات على الطريق”، يذكرنا المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي، بنموذج من الظلم والعدوان الذي تعرضت له الأمة العربية على يد الغرب والأمريكان والكيان المحتل في السابق، وهو ما حدث في  دولة ليبيا الشقيقة من حصار بسبب حادثة لوكيربي، إذ تم حصار  الشعب  بأكمله  وتمت عزلته بحجة واهية؛ وهي أن اثنين من أبنائه متهمان بتفجير طائرة أمريكية فوق مدينة لوكيربي عام 1988، وتطالب بهما أمريكا وبريطانيا في أراضيهما، بينما ترفض القيادة الليبية ذلك حفاظًا على السيادة الوطنية، ثم يقول: “إنه لأمر مؤلم أن نرى أن الذي يقوم بتنفيذ العقوبة بكل مرارة؛ الأقطار العربية”.

ويختتم الشرفاء حديثه بالتأكيد على أن نجاح المشروع الصهيوني يعتمد على تبديد طاقات الأمة العربية وثرواتها، وتدمير قواها العسكرية والاقتصادية؛ فهم يملكون القوة العسكرية والنووية والكيماوية، والجرثومية، ويمتهنون كل المواثيق الدولية، لتحقيق حلم “إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات”.. التفاصيل في السياق التالي..

التفاصيل

ليبيا ولوكيربي

يقول الشرفاء الحمادي إن ليبيا قد تم حصارها في السابق ظلمًا وعدوانًا؛ في تسعينات القرن الماضي، إذ تم حصار  شعب عربي بأكمله يعيش في الأسر والعزلة لعدة سنوات، بحجة واهية؛ وهي أن اثنين من أبنائه متهمان بتفجير طائرة أمريكية فوق مدينة لوكيربي عام 1988، وتطالب بهما أمريكا وبريطانيا في أراضيهما، بينما ترفض القيادة الليبية ذلك حفاظًا على السيادة الوطنية.

معاقبة شعب

ويؤكد الشرفاء حديثه عن التآمر والظلم الذي تعرضت له الشعوب العربية من  الغرب وأمريكا، فيقول: “لم يحدث في التاريخ أن تمت معاقبة شعب بسبب اثنين من أبنائه متهمين؛ شعب يبلغ تعداده وقتها أكثر من ثلاثة ملايين إنسان يُسحَقُ بكامله، ويحاصرُ بسبب غير مؤكد؛ حتى لو كان صحيحًا؛ فهل يعقل أن يعاقبَ ملايين البشر بسبب بعض أفراده؟”.

عقوبة عربية

ويكمل الشرفاء قائلا: “كما أنه لأمر مؤلم أن نرى مَن الذي يقوم بتنفيذ العقوبة؟! بكل مرارة أقول: نجد أن الأقطار العربية هي التي تنفذ العقوبة، بغض النظر عن قناعتها بعدالة القرار أم عدمه. وهنا يصدق علينا قول الرسول صلى الله علية وسلم:  يُوشِكُ أنْ تَدَاعَى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقالوا: أو من قلة نحن يومئذ؟ قال: بل كثير ولكن كغثاء السيل، ولينزعن اللهُ مِن صدور عدوكم المهابة وليقذفن في قلوبكم الوهن، فقالوا: يا رَسُولَ الله وما الوهن؟ قال: حُب الدنيا وكراهية الموتَ”.

قرار أسير

ويواصل الشرفاء حديثه: “لقد أصابنا الوهن؛ فصرنا ننفذ ما يطلب منا من دون أن يكون لنا قرار؛ فقد أصبح قرارنا أسيرًا لأوهام وأشباح تخيفنا فوقعنا في أسرها؛ والذي يعمق الأسى والحزن في القلوب أننا نجد الأقطار العربية تشارك هي الأخرى في حصار ليبيا، أليس ذلك غياباً للعقل والمنطق في حياة أمتنا العربية؟ وتتكرر المأساة مع السودان الشقيق، والبقية تأتي؛ إذ لن يستثنى قُطر عربي من الحصار والعدوان؛ إذا فكر في مقاومة المشروع الصهيوني، والسياسات الأمريكية في المنطقة”.

تبديد الطاقات

ويطرح الشرفاء الحمادي في ختام حديثه سؤالا ويجيب  عنه، فيقول: “الآن، هل توقف المشروع الصهيوني عند هذا الحد؟

الجواب: كلا، لأن الأطماع ليس لها حدود، ولن تتوقف، وأن نجاح المشروع الصهيوني يعتمد على تبديد طاقات الأمة العربية وثرواتها، وتدمير قواها العسكرية والاقتصادية؛

لذلك نجد أن إسرائيل بامتلاكها القوة العسكرية والنووية والكيماوية، والجرثومية، لن تتوقف عن سياسة العدوان، والتوسع، وامتهان كل المواثيق الدولية، كذلك لكي تحقق شعارها القديم؛ وهو (إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات)”.

انتهت حلقة اليوم، ويتجدد  الحديث  في الأسبوع المقبل إن شاء الله تعالى.. حفظ الله الأمة العربية

زر الذهاب إلى الأعلى