المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي يكتب…دليل المؤمن

ميزان الإيمان وحقيقة المحبة
إن كنتم تحبون الله فاتبعوا رسول الله، وإن كنتم لا تحبون الله فاتبعوا غير رسول الله. ذلك ميزان المؤمن، يحدد بوضوح خط إيمان الإنسان بالله سبحانه إلهًا واحدًا لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، يكافئ ويعاقب، يتوب ويغفر، ودود رحيم، يمنح النعمة والصحة والرزق، ويحقق للإنسان الحياة الطيبة في حياته، ثم يرجع إلى ربه يوم القيامة مطمئنًا آمنًا من يوم الحساب.
طاعة الله ورسوله سبيل النجاة
إذا كان المسلمون يحبون الله ويطيعونه، متفانين في عبادته، مجاهدين في تنفيذ تشريعاته في حياتهم، مستجيبين لنداء الرسول، الذي يخاطبهم بقول الله سبحانه:
﴿إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ آل عمران (٣١).
الدعوة إلى الرحمة والمغفرة
دعوة إلهية مفتوحة، يبلغها رسول الله للناس، فاتحًا لهم أبواب السماوات والأرض، ليعمروا في الأرض جنات النعيم، ويعيشوا سعداء مطمئنين، كما وصفهم الله سبحانه:
﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ فصلت (٣٠-٣٣).
الابتعاد عن نداء الحق خسارة في الدنيا والآخرة
ومن أغفل نداء الرسول عليه السلام، يدعوه إلى باب الرحمة والغفران والجنة عند الله، فقد خسر الدنيا والآخرة، حين تأتي كل نفس تجادل عن نفسها يوم الحساب، وفق المشهد القرآني في قول الله سبحانه:
﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ الزمر (٧١).
جزاء من أعرض عن رحمة الله
أولئك الذين لم يحبوا الله، ولم يرحبوا بدعوة الرحمة والمغفرة، التي بلغها لهم رسول الله وخاتم النبيين، محمد عليه السلام، لينالوا من فضل الله عليهم في أن يجعل لهم حياةً طيبة في الدنيا، ويوم الحساب يكافَؤون بجنات النعيم. فليس لهم حظ عند الله، أولئك الذين اتبعوا الشيطان، وسوَّلت لهم النفس الأمَّارة بالسوء أن يكونوا من الخاسرين في الدارين، فلم يحبوا الله، فطردهم من رحمته ومغفرته، واختاروا أن يكونوا في زمرة الشيطان، فحقَّ عليهم جميعًا العقاب.