هامش على سطور جاورا… محمد ناجي أحمدو

السيد حمدي جوارا يتهم موريتانيا برعاية الإرهاب، وهو الذي كان يسبح بحمد موريتانيا، حين حاصر العالم الزمرة الانقلابية التي يقودها عاصمي كويتا، ورفضت موريتانيا أن تكون سببا لأي معاناة لشعب شقيق، يجمعها معه الدين والدم والتاريخ والجغرافيا، وسخرت برها وبحرها لإمداد شعب مالي، ولولا الله سبحانه، ثم موريتانيا التي يتنكر لها جوارا وسادته من صغار الضباط في باماكو لعانى أهل مالي الأمرين مجاعة وضنكا.
لا يعرف هذا الجاورا أن موريتانيا دولة مستقلة في قرارها، وأنها عكس سادته لا تسعى للتأزيم في المنطقة، ولا تخلق العداوات مع الجيران، وأنها تحتفظ بحمد الله بعلاقات ممتازة مع جميع الجيران شمالا وجنوبا وشرقا، رغم بعض الزوابع التي حاول هو وجماعة تماثله في التوجه الحاقد على موريتانيا أن يثيروها بيننا وبين الجيران، على خلفية تعامل موريتانيا السيادي مع ملف الهجرة السرية.
موريتانيا – يا جاورا – تتعامل بمنطق الدولة وليس بمنطق العصابة مع القضايا، وتحتضن عشرات الآلاف من المواطنين الماليين الذين هجرهم عن وطنهم عسف الطغمة العسكرية العنصرية، وفاء لواجباتها الدينية والأخلاقية والتاريخية والأممية، وهي مستعدة – الأمس واليوم وغدا- لمد العون لأي جار في وضعية حاجة لذلك، بغض النظر عن عرقه أو سحنته.
وحكومة سادتك في كولومبا هي التي أيقظت كوامن العداء لدى المكونات المالية: طوارق وعربا وفلانا، حيث أحرقت مليشيا جيشها غير الجمهوري قرى الفلان والعرب والطوارق وقتلت المدنيين صبرا، على غير جرم سوى أنهم لا ينتمون للمكون الحاكم.
وهي التي استقدمت المرتزقة الروس والسلاف والبلغار و.. مقابل ثروات مالي، واشترت بالتثالث مع حليفيها الانقلابيين في نيامي وواغا مسيرات بيرقدار، وهي التي تبكي دموعا بسبب تدمير الجزائر مسيرة كانت تطارد في المجال الجزائري مواطنين ماليين هجرهم كويتا عن أرضهم.
هذه الحكومة هي التي نقضت من جانب واحد اتفاق الجزائر للسلام، الذي كان بداية مسار للتسوية في منطقة الشمال المالي.
وهي التي توقد -كل مرة – نيران الحرب في كل اتجاه.
ونهايتها الأكيدة – إن لم ترعوِ وتصححْ أخطاءها تجاه شعبها أولا وتجاه الجيران ثانيا- ستكون بيد أبناء الشعب المالي، الذين ضاقوا ذرعا بارتهان قرار دولتهم لمليشيا خارجة عن القانون.
وحينها تكون “يدا كويتا أوكتا وفوه نفخ”، وما أنا بالباكي عليه صبابة، ولا شعب مالي كذلك..