نادي إنزيدان : أزمة هوية في قلب آدرار

رغم تحقيقه لإنجاز تاريخي بالصعود إلى الدوري الممتاز لأول مرة كممثل عن ولاية آدرار، يعيش نادي إنزيدان مفارقة محيّرة؛ إذ يقابل هذا النجاح فتور جماهيري واضح داخل المدينة.

فمدرجات الملعب كثيرًا ما تبدو شبه خاوية، وتغيب الأجواء الحماسية التي تليق بفريق في هذا المستوى من المنافسة.

يرجع كثير من المهتمين بالشأن الرياضي في آدرار هذا الجفاء إلى ما يصفونه بـ”فجوة الهوية”، حيث يرى عدد من السكان أن التشكيلة الأساسية للفريق تفتقر إلى تمثيل كافٍ لأبناء الولاية.

هذا الإحساس بالتهميش، كما يصفه البعض، ولّد شعورًا بالاغتراب بين الجماهير والنادي، مما انعكس سلبًا على الحضور والتفاعل في المباريات.

في المقابل، لا تزال ذاكرة المدينة تحتفظ بصور حية للدعم الجماهيري الكبير الذي حظيت به أندية مثل التيسير والواحات في فترات سابقة من مشاركتهما بالدوري الممتاز.

فقد شهدت مبارياتهما أجواء احتفالية مفعمة بالحماس، كان لها بالغ الأثر في تعزيز الانتماء الرياضي داخل المجتمع المحلي.

ورغم هذا التراجع الجماهيري، يواصل إنزيدان تقديم عروض مقبولة ميدانيًا، قد تكفل له البقاء بين الكبار، وهو ما سيكون سابقة في تاريخ أندية آدرار.

لكن هذا الواقع يطرح تساؤلات جوهرية حول العلاقة بين الأداء الفني والدعم الشعبي:
هل تكفي النتائج وحدها لخلق رابط متين بين الفريق وجمهوره؟ أم أن الهوية المحلية تظل العامل الحاسم في صناعة الشغف والانتماء؟

ربما تكون الإجابة كامنة في إعادة النظر في سياسات النادي، والبحث عن طرق لدمج الطاقات المحلية بشكل أكبر، وبناء مشروع رياضي يُعبّر فعلاً عن نبض المدينة وأحلام أبنائها.

محمد اعليوت … ولاية آدرار

زر الذهاب إلى الأعلى