بعثات التفتيش… بين وهج السيارات وعتمة الواقع

تتهيأ وزارة التهذيب الوطني لإرسال بعثات وصفتها بـ”للتدقيق الشامل” إلى المدارس في مختلف أنحاء البلاد، وقد سُخّرت لها قافلة من السيارات الحديثة، في مشهد يبدو لأول وهلة وكأنه إعلان عن انطلاقة إصلاحية كبرى.

غير أن التجارب الماضية لا تُبشّر بخير، فقد دأبت مثل هذه البعثات على التحوّل إلى جولات بروتوكولية أقرب إلى “السياحة الإدارية” منها إلى المهام الرقابية الجادة، وغالبًا ما تُهدر خلالها الأموال العامة دون أن يُلمس لها أثر واقعي، بل وقد تُستغل أحيانًا كغطاء لعمليات فساد ممنهجة.

كان الأولى بالوزارة أن تُعطي الأولوية لما هو جوهري, تحسين ظروف المعلمين، توفير الوسائل التعليمية، صيانة البنية التحتية المهترئة، والإنصات الجاد لمشاكل القطاع التربوي على الأرض.

فالإصلاح لا يتحقق بالمظاهر ولا بالاستعراضات المكلفة، بل بالعمل الجاد والشفافية والمردودية الفعلية.

الرقابة مطلوبة بلا شك، لكنها حين تكون صادقة، بعيدة عن الزينة الشكلية، وعندما تكون أداة للتقويم لا وسيلة للتلميع.

الموريتاني

زر الذهاب إلى الأعلى