ماركس وإنشيلوتي وتوتُّ … محمد ناجي أحمدو

قديما قال ماركس “الدين أفيون الشعوب”، ولمقولة ماركس سياقاتها التي تشفع لها، حيث كانت الكنيسة تتحكم في الأمور كلها من صكوك غفران ما تقدم وما تأخر حتى امتلاك الأراضي الشاسعة ومن عليها من البشر مرورا بكل شيء، وكانت تجثم على طماح الشعوب، عند أي بارقة نشدان للتغيير.
اليوم تغيرت هذه المقولة، وأصبح من الحري أن نقول “كرة القدم أفيون الشعوب”، ورغم أنني ربما أُلِمُّ بشيء قليل من ذاك الهوس بالكرة، إلا أن آخر مباراة تابعتها كاملة كانت مباراة منتخبنا الوطني مع الجزائر الشقيقة في كأس إفريقيا.
مساء أول أمس راسلني صديق قديم راشد على المسنجر، وكان متلهفا على اتصالي به في موضوع يتعلق به.
اتصلت به هاتفيا، وسلمت عليه، فرد السلام، وقال لي من معي، فقلت له فلان، فقطع الاتصال، ولم أفهم أنا شيئا.
عاد الأخ الصديق لمراسلتي، طالبا أن اتصل به أو أزوده برقمي، فأخبرته أني اتصلت به البارحة، فقال لي إن هاتفه كان خارج التغطية على ما يبدو، فأكدت له أنني تكلمت معه وقدمت له نفسي ولكنه قطع الاتصال.
اتصل بي الأخ، وقال لي إنه كان البارحة مشغولا بنهائي كأس الملك الإسباني بين الريال وبرشلونه، فضحكت وقلت “استراح من لا عقل له”.. متحدثا عن نفسي حيث لا تؤثر المباريات على جدولي ولا أهتم بها.
قرأت أيضا تعهدا كتبه أحدهم بأنه سوف يغير اسمه إلى “توت”، ويلبس ملحفة ويضع الحناء، ويخرج في بث مباشر على الملأ.
وشاهدت أحد الشباب، وهو يصلي في فيديو، وبعد انتهاء صلاته المبسترة، يبتهل إلى الله أن يقصم ظهر إنشيلوتي، والحقيقة أن تصرفه يستحق التعزير لأنه يهزل بالصلاة والدعاء، وأظنه من الذين رُفع عنهم القلم مثل صاحبه “توت”، فكيف تدعو بعد الصلاة على إنشيلوتي ولا تدعو الله لأهل غزة وللمسلمين، والقاعدة أن كل تكليف وكذلك كل تعزير وعقاب وتأديب بشرط العقل.
هل اقتنعتم أن الكرة أفيون الشعوب؟

زر الذهاب إلى الأعلى