المفكر على الشرفاء يكتب.. في تصويب مفهوم الخطاب الديني

لا يوجد في الإسلام ورسالته العظيمة، ما يسمى بالخطاب الديني، الذي انتشر بعد ما انتشرت الروايات المزورة على الرسول عليه السلام، وتمت تسميتها بالسنة عندها نشأ ما يتداوله الناس اليوم منذ أكثر من أربعة عشر قرناً، بتسمية الأحاديث التي نسبت للرسول زورا وبهتانًا بالخطاب الديني، الذي هو تأليف بشري تجاوز واعتدى على الخطاب الإلهي، الذي هو القرآن الكريم الذي أنزله الله على رسوله ليبلغ الناس به ليدخلوا في دين الإسلام، حيث وضع الله في آياته خارطة طريق للإنسان في حياته تهديه للطريق المستقيم، وتحقق له الأمن والاستقرار والحياة الطيبة.
وللأسف انساق المسلمون منذ قرون وراء دين موازي لدين الإسلام، الذي أثار الفتن والحروب، وأقنعوا المسلمين من خلال رواياتهم الكاذبة بنشر الإسلام بالقوة، والذي لم يدخل في الإسلام يتم قتله. لقد فتحت تلك الروايات الطريق، بما سمي الفتح، فاعتدوا على الدول الأوروبية، وقتلوا الأبرياء باسم الفتوحات الإسلامية، وسبوا نساءهم، ونهبوا ثرواتهم، وظل شعراءهم يتغنون بانتصارات المسلمين، وهم يحملون القرآن، وفيه أحكام الله في حرية الاعتقاد، وتحريم الإكراه للناس بدخول الإسلام، وفيه حكم بات ونهائي من رب العالمين، مخاطباً رسوله الكريم ليبلغ الناس بقول ربه.. (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) الكهف “29”.
فبأي حق يستغل المسلمون الأوائل، ما قاموا من جرائم ضد الدول المسيحية في أوروبا، وإسقاط إمبراطورية الفرس الدولة المجاورة للعالم العربي، كل ذلك كان نتيجة لتصديقهم الإسرائليات ورواياتهم، ومن جعلها في مرتبة مقدسة بعد ما نسبوها أحاديث الرسول في الوقت الذي استنكر الله سبحانه تلك الأحاديث، وهو يخاطب رسوله بطريقة استنكارية .. (تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون) الجاثية “٦”.
ثم من الذي تسبب في تفرق المسلمين وتقاتلهم مع بعض، وتقسيم المسلمين إلى مذاهب وطوائف وأحزاب يقاتلون بعضهم بعضًا، وكل أصحاب مذهب معين يعتبرون أنفسهم هم الفرقة الناجية، وهم أهل الطريق المستقيم، وغيرهم مرتدين، ولذلك فقد أمر الله رسوله بإبلاغ الناس بالقرآن، وليس بأن يأتي بأحاديث من عنده تؤسّس للفرقة والالتباس بين الناس، فأمره بقوله في خطاب التكليف.. (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) ق “٤٥”. يتضح في الآية ما قبل الأخيرة للآية رقم (٦) الجاثية، أن الله سبحانه أسقط كل الروايات، وقد أمر الرسول في مهمته التذكير بالقرآن وليس بشيء غيره ليحصنهم من الوقوع في المعاصي والفتن، وليرسم لهم خارطة بناء مجتمع الرحمة والعدل والفضيلة والسلام والإحسان والتعامل بالحسنى والكلمة الطيبة. وليس من سبيل إلى تصويب مسار المسلمين، إلا العودة إلى أصل الرسالة التي أنزلها الله على رسوله في الكتاب المبين، وهو القرآن العظيم، فمن أراد تصويب مسار المسلمين، فعليه باتباع الخارطة الإلهية، وهي في كتيب عنوانه (شرعة الله ومنهاجه) والتمسك بكل آياته ليخرج المسلمين من الكارثة وسفك الدماء والصراع وفتحوا ثغرة كبيرة في عالم المسلمين ليدخل منها المنتقمون من المسلمين مسترجعين الماضي ومآسيه وسنابك خيول المسلمين التي داست وغزت الدول المسيحية ولقد نسى المسلمون ما قاموا به من عدوان ودائما الظالم ينسى ظلمه، إنما المظلوم لن ينسى من ظلمه.
أليس ما يغضب المسيحية الاستيلاء على القسطنطينية واحتلالها، وتعتبر من أكبر المراكز المسيحية، ستظل أمام أعينهم تشهد بما فعله المسلمون من ظلم وإجرام في حق المسيحيين، ولذلك علينا أن نكشف الحقائق، ونعيد النظر في علاقاتنا مع الإخوة المسيحيين لتحقيق السلم والأمان ووقف سفك الدماء كالسيل في الوطن العربي والغرب، يحملونا المسؤولية الكاملة عما حدث في الماضي، وما نراه اليوم اشتعال النيران وسفك للدماء في كل الأراضي العربية.