المغرب.. مؤسسة محمد بصير تبحث عناية أهل التصوف بالعلوم في ندوة دولية

أعلنت مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، في بلاغ نشرته على صفحتها الرسمية عبى موقع فيسبوك عن تنظيم ندوة علمية دولية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة للملك محمد السادس نصره الله، حول موضوع: “عناية أهل التصوف بالعلوم الشرعية والإنسانية، وذلك بتنسيق مع المجلس العلمي الجهوي لجهة بني ملال خنيفرة وشعبة الدراسات الإسلامية والمختبرات والماسترات التابعة لها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال يومي 17و18 يونيه 2025م بمقر زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير بني اعياط، وبعمالة أزيلال وعمالة الفقيه بن صالح، بالمملكة المغربية، وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لانتفاضة سيدي محمد بصير التاريخية بالعيون، بمشاركة علماء وباحثين من المغرب وخارجه.

ووفق البلاغ ذاته ستتناول الندوة عناية أهل التصوف بالعلوم الشرعية والإنسانية، باعتبار التصوف ثابتا من ثوابت الأمة المغربية الرصينة، وباعتباره موضوعا راهنيا مهما يستحق الدراسة والمناقشة والتحليل، يهدف إلى إنصاف أهل التصوف وإظهار تفوقهم وتبرزهم في العلوم الشرعية والإنسانية، وإلى رد الدعوات المغرضة الباطلة لأولئك المنتمين للتيارات الدخيلة، والذين يسمون أهل التصوف بالجهل وتعاطي البدعة والضلالة والدجل، وكأن لا علاقة لهم بالعلم، ولا يفرقون في ذلك بين أهل الصدق وأهل الباطل منهم.

وأضاف المصدر نفسه أن هذه التظاهرة العلمية ستهتم بعرض نماذج لسير العديد من العلماء الربانيين من أهل التصوف من مختلف المذاهب الفقهية والمدارس والطرق الصوفية المغربية والعالمية، وخاصة المتميزة بقبولها ونجاحها في أوساط الناس، بالتركيز على كبار الشيوخ والعلماء العاملين والدعاة في رحاب الزوايا، وبالأخص التي تعتمد على العلم والأخلاق والحكمة وبناء الشخصية وتجعل أسلوب التدرج والانفتاح والوسطية والاعتدال والتمسك بالثوابت الوطنية منهجا لها.

ومن جانب آخر يرتقب أن تُبرز بعض محاورالندوة سلبيات بعض المنتسبين لأهل التصوف باطلا في مختلف المجتمعات الإسلامية، وخاصة الذين يعتمدون منهج الجهل والخرافة والدجل، ويتجلى ذلك في غياب مدارس علمية تابعة لطرقها الصوفية، وعدم وجود مؤسسات أكاديمية لإنتاج المعرفة الدينية الرصينة، وعدم توفر برامج تربوية لدى أرباب هذه الزوايا في متابعة التلاميذ والمريدين، وسيطرة الجانب الخرافي والرؤى المنامية وادعاء الكرامة وادعاء المشيخة وبعض المقامات الصوفية دون سند أو تأهيل وغير ذلك.

كما ستخصص محاور أخرى للحديث عن التحديات المعاصرة التي تقف في وجه العناية بالعلم عند الصوفية في أيامنا هذه، وأهمها تحدي وجود الشيخ العالم العامل، الذي يأخذ بزمام زاويته وطريقته ويسلك بها مسلك الصالحين من سلفه، وتحدي واقع أغلب الزوايا الصوفية، التي لم تطور نفسها لمسايرة العصر، بإنشاء مدارس تعليمية عصرية وجمعيات ومؤسسات فاعلة تابعة لها، واعتماد الإعلام ووسائله وتنظيم أنشطة إشعاعية بين الحين والآخر في التواصل مع المجتمع ونفع الوطن والمواطن.

ووفق البلاغ سيناقش هذا الملتقى العلمي عدة محاور، على غرار عناية مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، نصره الله بالزوايا والطرق الصوفية، والعناية بالعلم لدى شيوخ الطريقة البصيرية ورجالاتها، والعناية بالعلوم الشرعية والإنسانية لدى أهل التصوف في جميع أنحاء المعمور، وتجارب الطرق الصوفية في العناية بالعلوم، ثم عدم عناية بعض المنتسبين للتصوف بالعلم: التجليات، الأسباب، النتائج، وطرق علاج ذلك، والعناية بالعلوم لدى أهل التصوف والتحديات المعاصرة.

يُذكر أن مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، ستنظم على هامش الندوة العلمية الدولية، معرضا للكتب التي أصدرتها، ومعرضا آخر يهم وثائق الزاوية البصيرية ووثائق المناضل محمد بصير، كما سيتم طبع أشغال هذه الندوة العلمية في كتاب خاص.

زر الذهاب إلى الأعلى