إنصافا للتاريخ ولرجل الأعمال أحميد ولد بشراي .

تابعت بإمعان وجدية تامة المقابلة التي أجراها الأستاذ الشيخ ولد باها
وذلك لسببين اثنين:

  • أولهما وأرجو الا اكون مغترا او مجانبا للصواب أن الضيف رجل مسن ذو تجربة
  • والثاني ان الموضوع يتعلق بطود شامخ جسد مرحلة مهمة من تاريخ مجتمعنا الأبي وتاريخ موريتانيا
    بل تاريخ ومجد البيظان والأفارقة والمسلمين عموما.
    إنه أحميد ولد بشراي
    تردد اسمه على آذاننا عبر كل الأعصار والأمصار فكانت عبارات الإعجاب تتبعه كل مرة وكانت أساليب الإعجاب والمدح لا تفتر تدور على كل الشفاه.
    عايشنا تلك المرحلة ونحن في خضم شبابنا.
    قرانا عنه في الصحف وعن إمبراطورية ماخانوفا و اسطوله البحري وعن نجاحاته التي حقق بجدارة والله معه.
    حدثنا الكبار عن رجال أعمال كان سندهم و عن اقوياء شد ازرهم وعن ضعفاء آواهم ومحوجين سدد حاجاتهم.
    سمعنا عنه وعن قصوره التي فتح أمام البيظان في أوروبا وفي اسبانيا بالخصوص.
    حكى لنا المسافرون وروت لنا نسوة الحي وحدثنا المقاولون والموظفون و المرضى والأئمة والصالحون والمدينون ومن عركتهم الحياة عركا…
    كان احميد مأوى لكل هذا ومنهلا خصبا يرده العطاش وياتون اليه من كل حدب وصوب.
    وظلم أحميد وزج به في ملفات سياسية محضة بين نظامين يتصارعان انذاك هما نظام ولد الطايع ونظام ولد هيدالة فكان ما كان وظلم احميد نهارا جهارا والصقت به كل التهم:
  • أريد منعه من حقوقه بحجة انه صحراوي
  • اريدت مسكتته والتنقيص مما أعطاه الله من رزق ومال ومكانة وجاه ومكانة في النفوس فإذا بالشيخ ولد باها يقول عنه “أمسيكين”
  • أريد سلبه من حريته فسجنوه
  • أريد إفقاره وارجاعه للعدم بسلب ماله غصبا وتصفية ممتلكاته دونما دليل ودونما سبيل.
    لكن ما حدث في حينه حدث في حينه رغم أنه ظلم وقهر وسلب وإن لم يكن له ما يبرره!!!
    لكن المحير حقا والملفت للانتباه حقا هو خرجة الأستاذ الشيخ ولد باها اليوم
    فلماذا هذه الخرجة؟
    وماذا وراءها؟
    ولماذا انتظر ولد باها أزيد من عشرين سنة ليمس من شخص المرحوم أحميد؟
    وماذا يجني من مسكنة أحميدة؟
    ومن تفنيد ما قام به من أعمال جنت من ورائها موريتانيا أموالا طائلة لسمك أقر هو نفسه أنه كان مالا مهدورا للإسبان والبرتغال والدول الأجنبية؟
    وكيف يتناقض الأستاذ ولد باها نهارا جهارا حين يقر بانه مكلف من طرف احميد بالدفاع عنه وأنه من جهة أخرى مكلف من طرف الدولة بتصفية أمواله؟
    ولماذا سعى ولد باها إلى تقزيم الموتى وألمس منهم حين زعم أن اسطول احميد وعروسة قرطبة ماخانوفا التي تمتلك 30 باخرة والتي يديرها احميد هي مجرد سفن اسبانية لا ناقة لأحميد فيها ولا جمل.

إكول البيظان عن الموت عدوه
“أصل الموت اعدوه”
ويقول الشاعر:
أصبح السفح ملعبا للنسور
فاغضبي ياذرى الجبال وثوري
إن للجرح صيحة فابعثيها
في سماع الدنى فحيح سعير
واطرحي الكبرياء شلوا مدمى
تحت أقدام دهرك السكير

ولنا أن نقول
اوردها سعد وسعد مشتمل
ماهكذا ياسعد تورد الإبل
رحم الله الطود الشامخ والرجل التقي المنفق احميد ولد بشراي واسكنه فسيح الجنان
الأستاذ محمد ولد الرباني

زر الذهاب إلى الأعلى