سيدي ولد سالم: شخصية الانضباط والإصلاح في خدمة الدولة / الولي سيدي هيبه

يُعدّ سيدي ولد سالم من أبرز المثقفين والإداريين تأثيرًا في موريتانيا.
فهو دكتور في الفيزياء، يتمتع بتكوين علمي عال ورؤية استراتيجية واضحة، وقد جسّد طوال مسيرته قيادة إصلاحية تمزج بين الخبرة التقنية، والصرامة الإدارية، والحس العالي بالواجب الوطني.

تولى قيادة العديد من المؤسسات الحيوية، مثل: وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وزارة المالية، شركة البناء وإدارة العقارات في موريتانيا “SOCOGIM”، والشركة الموريتانية للكهرباء “SOMELEC”، حيث قاد إصلاحات عميقة في بيئات غالبًا ما تميزت بالعشوائية والمحسوبية. وكانت قراراته، الموجهة دومًا بالمصلحة العامة، تتسم بالصرامة والمسؤولية والجرأة، ضمن إطار يسعى إلى التحديث.

وفي وجه الانتقادات والمقاومة، ظلّ ثابتًا، فارضًا نمطًا جديدًا من الانضباط، وحكامة تقوم على الشفافية والكفاءة. وتتمثل ملامح نهجه في:

-الخبرة التقنية: فهو مدير لمشاريع كبرى، دكتور في الفيزياء، صقلته العلوم الدقيقة، ويجسد جيلًا نادرًا من خدام الدولة حيث تلتقي المنهجية الصارمة مع الرؤية الاستراتيجية.

-الرؤية الإصلاحية: مكافحة الانحرافات، وتعزيز الحوكمة الرشيدة.

-قيادة صارمة: قادرة على فرض التغيير حتى في القطاعات الأكثر مقاومة.

ويظهر مساره – المليء بالتحديات التي رفعها في وزارة التعليم العالي، وزارة المالية، وشركتي “سوكوجيم” و”سوملك” – بصمة خاصة: بصمة إصلاحي لا يساوم على المبادئ، لكنه عملي في التنفيذ.

وقد عُيّن اليوم على رأس الشركة الموريتانية لتسويق الأسماك (SMCP)، وهو قطاع حيوي للاقتصاد الوطني. ويبشّر وصوله إلى هذا المنصب بنَفَس جديد وأولويات واضحة تتمثل في:

-تحسين قنوات التسويق: من خلال تقليص دور الوسطاء غير الرسميين؛

-تثمين الموارد السمكية: عبر ضمان التتبع والتحويل المحلي؛

-الشفافية والاستدامة: في سياسة الصيد البحري.

ومن المنتظر، وفقًا لأسلوبه في الإدارة التسيير، أن يعمل على:

-ترشيد الإجراءات؛
-تعزيز الحكامة المالية؛
-إشراك أكبر للفاعلين المحليين (الصيادين، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة) في ديناميكية أكثر شمولًا.

بهذا فإن سيدي ولد سالم يمثل نموذجًا حيًا يُثبت أن التميز في موريتانيا ليس استثناءً، بل هو مطلب ممكن متى توفرت الكفاءة والنزاهة والإرادة السياسية.

وبالطبع فإن تجربته الناجحة في “سوكوجيم” و”سوملك” تُعد دليلًا على أن الإصلاح ممكن حتى في أكثر القطاعات تعقيدًا، إذا تولّاه رجال دولة يتحلون بالصرامة وتغليب المصلحة العامة.

وقد يكون عمله في الشركة الموريتانية لتسويق الأسماك (SMCP)نقطة تحول، تلهم قطاعات أخرى وتعزز الثقة في إدارة عمومية تتجه بحزم نحو الإصلاح والتحديث.

زر الذهاب إلى الأعلى