نائب سنغالي يتحدث باللغة العربية

لعلَّ آخر الحجج التي يبرر بها البعض لبعض مكوناتنا الوطنية التمسك بلغة أجنبية، هو ان هذه اللغة الأجنبية تعتبر لغة تواصل مع امتداد تلك المكونات في بعض الدول الافريقية، وهذه الحجة لم تعد مقنعة الآن، وستكون أقل إقناعا في المستقبل القريب.
لقد أصبحت اللغة العربية لغة رسمية في مالي، وهي صفة افتقدتها اللغة الفرنسية بموجب دستور مالي الجديد (أصبحت مجرد لغة عمل فقط)، وربما تفقد تلك الصفة لاحقا، فالمؤشرات تسير في ذلك الاتجاه.
أما في السنغال والتي يتحدث منها هذا النائب، فإن المؤشرات أوضح، فقد نقل تقرير للجزيرة نت، يمكن العودة إليه في أي وقت، عن مدير المركز الإسلامي في دكار اخلأستاذ المبرز شارنو كاه الحبيب قوله: “إن العربية هي اللغة الأولى الأكثر انتشارا في السنغال إلى يومنا هذا”، ونقل التقرير أيضا عن وزير التعليم السنغالي السابق أبادير تام قوله: إن 35% على الأقل من الشعب السنغالي يتكلمون العربية، ومع وصول النظام الجديد للحكم في السنغال، تم اتخاذ قرارات مهمة من شأنها أن تعزز من مكانة اللغة العربية في السنغال، كان من بينها القرار بإنشاء مديرية لإدماج حملة الشهادات باللغة العربية في سوق العمل.
يحدث هذا في وقت شهدت فيه المنطقة موجة انسحابات من المنظمة الدولية للفرانكفونية، فقد انسحبت مالي والنيجر وبوركينافاسو من هذه المنظمة، وقد تصل موجة الانسحابات إلى دول أخرى، فالحبل على الجرار وكما يُقال، ومن المؤكد أن هذه الانسحابات سيكون لها أثرها السلبي على حضور اللغة الفرنسية في المنطقة، ويمكن أن نضيف لكل ذلك موجة العداء أو التحرر من فرنسا، ولكل ماله صلة بها، وبما في ذلك لغتها، وهي موجة متصاعدة ومتنامية لدى شباب القارة، ومن المؤكد أن كل ذلك سيساهم في تراجع حضور اللغة الفرنسية في المنطقة، وسيكون ذلك التراجع لصالح اللغة العربية، والتي أصبحت تحتل اليوم الرتبة الثانية بعد الانجليزية، وربما تجاوزتها في ترتيب اللغات الأكثر حضورا في إفريقيا، حسب بعض الإحصائيات، وذلك في الوقت الذي تراجعت فيه اللغة الفرنسية إلى الرتبة الرابعة إفريقيا، وربما تتراجع أكثر.