خففوا السرعة يرحمكم الله …

حالة وفاة فورية، والعديد من الإصابات، في 6 حوادث سير خلال 5 أيام فقط!
في أقل من أسبوع، نزفت طرقنا دمًا، وتحوّلت مركباتنا إلى نعوش متحركة، وإليكم تفاصيل هذا الأسبوع المميت.
● الأحد 20 يوليو:
فاجعة مؤلمة عند الكلم 75 من طريق الأمل، حيث احترقت سيارة تقلّ أسرة بأكملها، فكانت النتيجة: 6 وفيات في فاجعة واحدة. وفي ذات اليوم، حادث سير آخر في نفس الطريق يودي بحياة سيدة، ويُخلّف عدة إصابات متفاوتة.
● الأربعاء 23 يوليو:
طريق نواذيبو يستيقظ فجرا على فاجعة مماثلة: 6 أفراد من عائلة واحدة قضوا نحبهم في حادث سير أليم عند الكلم 46. وفي اليوم نفسه، حادث سير آخر على نفس الطريق يُنهي حياة سيدة ويصيب آخرين.
● الخميس 24 يوليو:
في قلب العاصمة، حارس يُدهس في مكان حراسته على يد شباب فقدوا السيطرة على سيارتهم بسبب السرعة، وكانت هناك إصابات في صفوف الشباب. وفي ازويرات، تصادم عنيف بين حافلة نقل وقطار تابع لشركة سنيم يؤدي إلى وفاة راكب وإصابة آخرين.
في المحصلة: 16 وفاة فورية في 6 حوادث قاتلة خلال أقل من 120 ساعة، ويعني هذا بلغة المتوسطات الإحصائية حالة وفاة في كل سبع ساعات ونصف.
إن السبب الأول في هذه الحوادث المميتة وفي غيرها من حوادث السير هو السرعة المفرطة، ولذا فعلينا أن نركز على توعية السائق حول خطورة السرعة المفرطة، وحول كل الأخطاء الأخرى التي قد يرتكبها فتؤدي إلى إزهاق أرواح بشرية، كالتجاوز الخطر، والقيادة أثناء التعب والنعاس، والتوقف على الطريق، والحمولة الزائدة…إلخ
لستُ هنا لتبرئة وزارة التجهيز والنقل وبقية الإدارات الحكومية المعنية، فمما لاشك فيه أن هذه الوزارة مقصرة كثيرا في واجبها، ثم إنها ـ ومع بقية الجهات الحكومية المعنية ـ تتحمل المسؤولية في كل الأخطاء التي يرتكبها السائق، وذلك بسبب أن دورها في توعية السائق ناقص، ودورها في معاقبته إن هو أخطأ ناقص أيضا، وبالتالي فهي تتحمل نصيبا كبيرا من كل مخالفة يرتكبها السائق، وتؤدي إلى حادث مميت.
وبخصوص المسؤولية المباشرة للوزارة، فصحيحٌ أن تهالك الطرق قد يتسبب في حوادث سير، وصحيحٌ كذلك أنه يتسبب يقينا في مشقة لسالكي الطرق ويكبدهم خسائر اقتصادية كبيرة، ثم إنه بالإضافة إلى كل ذلك يعدُّ من المظاهر التي لا تليق، فلا يليق ببلد يحترم نفسه أن تكون بعض طرقه متهالكة.
كل ذلك صحيح، ولكن الصحيح أيضا أن سلوك السائق الخاطئ، وخاصة قيادته بسرعة مفرطة، سيبقى هو السبب الأول في حوادث السير، والسائق إذا كان يقود سيارته بسرعة قصوى في حدود 90 كلم للساعة (وهذا ما كان على الوزارة أن تفرضه وهي مقصرة فيه أيضا) ، فإنه من النادر أن يقع في حادث سير، حتى وإن كان يقود سيارته على طريق متهالك، وإن وقع في حادث سير فالراجح أنه لن يكون حادث سير مميت، وستكون الإصابات في ذلك الحادث إصابات خفيفة أو متوسطة في أسوأ الأحوال.
لا تنسوا الدعاء أثناء السفر..
الصورة من موقع فاجعة نواذيبو.