حراك رسمي استعدادًا لزيارة الرئيس إلى العاصمة الاقتصادية نواذيبو … خاص

تشهد مدينة نواذيبو، العاصمة الاقتصادية لموريتانيا، حراكًا رسميًا مكثفًا استعدادًا للزيارة المرتقبة لفخامة رئيس الجمهورية، في خطوة تعكس أهمية المدينة كمحور استراتيجي في رؤية الدولة التنموية، وواجهة مستقبلية للاقتصاد الوطني.
مدينة بموقع استراتيجي… ونقاط قوة اقتصادية
تُعد نواذيبو بوابة البلاد على المحيط الأطلسي، وتضم أحد أكبر الموانئ في غرب إفريقيا، إلى جانب كونها مركزًا حيويًا للصيد البحري، وتصدير خامات الحديد، والتجارة البحرية، فضلًا عن احتضانها لمنطقة نواذيبو الحرة، التي يُعوَّل عليها في تحقيق قفزة نوعية في الاقتصاد الوطني.
زيارة الرئيس تأتي في سياق اقتصادي حساس، حيث تبرز الحاجة لتقييم مسار المشاريع الكبرى، وتحفيز الاستثمارات، ومعالجة مكامن الضعف في أداء بعض القطاعات الحيوية في المدينة، وفي مقدمتها قطاع الصيد البحري الذي يعاني من مشكلات تتعلق بالاستغلال المستدام، والتسيير، والتوظيف، إضافة إلى مطالب السكان بضرورة زيادة فرص التشغيل.
تحسين البنية التحتية… والاستعداد للزيارة
في الأيام التي تسبق الزيارة، لوحظ تكثيف أعمال النظافة، وردم الحفر، وتحسين واجهات بعض المباني والإدارات، وهي إجراءات روتينية تسبق عادة زيارات كبار المسؤولين.
لكن هذا الحراك يسلط الضوء أيضًا على مطالب السكان القديمة بتحسين الخدمات بشكل دائم، وليس فقط خلال المناسبات الرسمية.
فرصة لتحريك الملفات الاقتصادية العالقة
ينظر العديد من المتابعين إلى هذه الزيارة على أنها فرصة سياسية واقتصادية يجب استغلالها من أجل:
- تفعيل المشاريع الاستثمارية المعطلة داخل المنطقة الحرة.
- النهوض بقطاع الصيد من خلال حلول استراتيجية تعالج اختلالات التسيير والتسويق.
- دعم الشباب من خلال برامج تدريب وتشغيل محلية مستدامة.
- تسريع العمل في مشاريع البنية التحتية والمياه والطاقة، التي لا تزال دون مستوى تطلعات السكان.
المنطقة الحرة… بين الآمال والواقع
رغم مرور أكثر من عقد على إنشاء منطقة نواذيبو الحرة، لا تزال النتائج دون التوقعات.
إذ يرى محللون اقتصاديون أن ضعف الاستثمارات الأجنبية، والبيروقراطية الإدارية، وعدم وضوح الحوافز الاقتصادية الكافية، ساهمت في محدودية الإنجاز.
ومن المنتظر أن تتضمن زيارة الرئيس اجتماعات تقييمية ومراجعة للخطط الاستثمارية داخل المنطقة.
خلاصة ………….
زيارة الرئيس إلى نواذيبو تحمل بعدًا اقتصاديًا محوريًا، لا سيما أن المدينة تمثل أحد أهم أعمدة الاقتصاد الوطني.
وبينما يترقب المواطنون قرارات استراتيجية تعكس جدية الدولة في إصلاح القطاعات الإنتاجية وتنشيط فرص النمو المحلي، تبقى الآمال معلقة على أن تتجاوز الزيارة الطابع الرمزي إلى إطلاق إصلاحات ملموسة تدفع نحو تنمية متوازنة ومستدامة.
محمد اعليوت … نواذيبو