المفكر العربي علي محمد الشرفاء يكتب .. مشروع الدولة الفلسطينية

-من أجل تطبيق القرارات الدولية لحل الدولتين بين إسرائيل وبين فلسطين
لابد من اعداد الإجراءات اللازمة
لانشاء الدولة الفلسطينية مرسومة حدودها على قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة بحيث تكون حدودها في قرار النشأ من تاريخ 4 يونيه \ 1967م ويتم تشكيل حكومة فلسطينية مؤقته لمدة خمس سنوات يبدأ الاعتراف بها من الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ثم الأمم المتحدة تشكل الحكومة المؤقتة من جميع الفصائل الفلسطينية دون اقصاء أي فصيل أيا كانت أعداده ليتم لم شمل الشعب الفلسطيني بالكامل ويتحقق الاعتراف بها من الأمم المتحدة ومن دول العالم، تلبي شروط توفر عناصر قيام الدولة ومتطلباتها وفق القانون الدولي في إقامة دولته على الأراضي التي احتلتها اسرائيل قبل 4 يونية 1967م لتحقيق قيام الدولة الفلسطينية وفق القرارات الدولية يتطلب اتخاذ الخطوات التالية :
أولاً : ا الطرف الأول وهو الشعب الفلسطيني فليس له قواعد الدولة التي نصت عليها مواثيق الأمم المتحدة، والتي تتكون من حكومة وشعب، وأرض؛ حدودها واضحة ومحددة ومعترف بها دوليا للأسف لا يملك الشعب الفلسطيني حكومة واحدة تمثل حقوقه المشروعة، وتدافع عن مصالحه، وتحافظ على أرضه وكرامته وتحمي مقدراته وثرواته، وتحمي تراثه وتاريخه، فمن يا ترى سيمثل الشعب الفلسطيني في مفاوضات تطبيق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وقرارات الجامعة العربية، ومبادرات القمم العربية لإنشاء دولة فلسطين التي تضم الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس الشرقية؟ من أجل حل الدولتين ليعيشوا جميعا في أمن وسلام. ان بقاء الأوضاع كما هي عليه الآن يخدم الأهداف
الإسرائيلية في الاستيلاء على كامل الأرض الفلسطينية بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية وبعض حلفائها مما يجعل موقف الشعب الفلسطيني ممزقا ومشتتا بين المنظمات السياسية المتفرقة والمتناحرة كل همه الاستيلاء على السلطة دون الاهتمام بحقوق الشعب الفلسطيني وما يقاسيه من آلام وجوع وقتل، لا يفرق العدو الاسرائيلي بين الأطفال والنساء والعجائز بعد ما فقدت قياداته الضمير الإنساني واختلت لديهم موازين حقوق الانسان والعدالة والرحمة.
ثانياً: يتم تشكيل حكومة انتقالية تضم كافة التنظيمات الفلسطينية لتمثيل حقوق الشعب الفلسطيني في المفاوضات والمناقشات في كافة المحافل الدولية لوضع خطة عملية بمدة زمنية محددة لا تتجاوز ثلاث سنوات للاتفاق على الخطوات الإجرائية لتطبيق القرارات الدولية لإقامة الدولة الفلسطينية وتعيق الاتفاقيات الأمنية بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لوضع معاهدة سلام دائم بينهما يحقق لكل منهم الأمن والاستقرار وعدم العدوان من أي طرف على الآخر بضمان أمريكا والاتحاد الأوروبي من جانب ومن جانب آخر يتم توقيع الضمان لصالح الشعب الفلسطيني من جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والجزائر والامارات العربية المتحدة لضمان معاهدة السلام الإسرائيلية الفلسطينية ليتحقق للدولتين الأمن والاستقرار وتعويض ما فات من الخسائر والتركيز علي خطط التنمية يساهم في تمويلها أمريكا والاتحاد الأوروبي والدول العربية الضامنة لمعاهدة السلام الدائم.
ثالثاً: تدعو الجامعة العربية كافة قيادات المنظمات الفلسطينية للاجتماع في مقر الجامعة العربية لبدء حوار بين كافة الفصائل للاتفاق على تشكيل حكومة فلسطينية مؤقته مدتها ثلاث سنوات ويتم تشكيل الوزارات بالاتفاق بينهم والتعيين حسب الكفاءات والخبرات والتخصصات للقيام ببدء حوار مع الاتحاد الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية ويشترك معهم في الحوار الدول العربية لصياغة المقترحات لضمان معاهدة السلام بين الحكومة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية وهم “جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والجزائر والامارات العربية المتحدة “، لمناقشة الخطط الإجرائية ووضع التشريعات المطلوبة بالاتفاق على قيام الدولتين تتضمن
المدد الزمنية وترسيم الحدود وتحقيق المصالحة الشاملة لبناء الثقة ليتحقق السلام الدائم ثم ترفع الاتفاقيات والتوصيات للأمم المتحدة ليتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية والتصديق على إقامة الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية ليتحقق الأمن والسلام في الشرق الأوسط وتتجه كل العقول والأفكار والموارد المالية لإعادة الاعمار وتنفيذ مشاريع التنمية وتطوى صفحة سوداء في تاريخ الإنسانية ليبدأ عصر جديد في ظل التعايش والاحترام لسيادة الجميع في ظل السلام الدائم.
رابعاً: تكون اجندة الاجتماع في الجامعة العربية الاتفاق على انشاء حكومة انتقالية مشكلة من ترشيح عضوا أو أكثر من كل منظمة حسب تعداد أعضاء كل منظمة لاختيار رئيس مجلس الوزراء والوزراء ويتم الاعتراف بالحكومة بعد الاتفاق من كافة الدول الأعضاء في الجامعة العربية.
خامساً: تحل السلطة الفلسطينية الحالية نفسها وتستلم المسؤولية الحكومية المؤقتة التي تمثل كامل الشعب الفلسطيني للقيام بالنيابة عنه باتخاذ الخطوات الضرورية لقيام دولته على الأرض المحتلة من دولة إسرائيل قبل 5 يونية 1967م وفق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن لبحث الترتيبات الاجرائية لتطبيق قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة على أرض الواقع.
يكون مقر الحكومة الفلسطينية المؤقتة في رام الله نفس المقر الحالي للسلطة الفلسطينية وتسلم السلطة الفلسطينية كافة الاتفاقيات الدولية والمواثيق المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه كما تؤول كافة صلاحياتها وميزانيتها واتفاقياتها السياسية وكلما ما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني للحكومة المؤقتة.
سادساً: يتم تشكيل لجنة من وزراء خارجية جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ووزارة خارجية الجزائر ووزارة خارجية الامارات لتشارك وفود المنظمات الفلسطينية المجتمعين في مقر الجامعة العربية في تسهيل الوصول للاتفاق النهائي من قبل المنظمات الفلسطينية وحلحلة المعوقات بتشكيل الحكومة المؤقتة للقيام بدورها كممثل شرعي للشعب الفلسطيني تدعمه الدول العربية للوصول لاتفاق نهائي مع
الحكومة الإسرائيلية لحل الدولتين ووضع كافة الالتزامات الضرورية لاتخاذ الإجراءات المطلوبة لقيام الدولة الفلسطينية.
ومن أجل ألا تضيع فرصة قيام الدولة الفلسطينية التي ارتوت بدماء آلاف الشهداء من الشعب الفلسطيني؛ فان الحكومة الانتقالية الممثلة لكل أطياف المقاومة تتولى تمثيل الشعب الفلسطيني في تبني الاستحقاق العربي والعالمي والدولي لقيام دولته المستقلة، وفقاً للقرارات الدولية والقمم العربية، واستجابة للدماء الزكية، فهل يا ترى سترتقي القيادات الفلسطينية لتكون على مستوى المسؤولية التاريخية وتحقق المعجزة للتلاحم بين كافة المنظمات الفلسطينية لتتلاقى الأهداف الوطنية ضمن استراتيجية واحدة، وهدف مشترك، يحقق أحلام الشعب الفلسطيني في دولة حرة آمنة مستقلة، يمارس حقه في السيادة على أرضه ويرسم مستقبل أجياله، ليحقق لهم حياة كريمة يمارسون فيها حقهم الإنساني في تعمير وطنهم وتعليم ابنائهم، واستغلال قدراتهم في دولة أبية معترف بها دوليا، تشارك الدول العربية الشقيقة في صياغة مستقبل مشرق للعالم العربي، وأخشى ما أخشاه أن تتباهى كل منظمة بجهادها ودفاعها وكفاحها في سبيل تحرير الأراضي الفلسطينية وتضيع حقوق الشعب الفلسطيني للأبد ..ولا يتكرر التنازع تقود النفوس الأنانية ويفلس الجميع من كل شيء.
وتشمل المنظمات الفلسطينية: منظمة التحرير الفلسطينية ومنظمة حماس المنبثقة من جماعة الإخوان وحركة الجهاد الإسلامي ومنظمة فتح وتوابعهم من سرايا القدس والقسام وغيرها من المنظمات التي تبنت القضية الفلسطينية، والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني، ويحدث الصراع على السلطة فيما بينهم مما سيلقى ظلالاً سوداء على الموقف الفلسطيني وتضيع حقوق الشعب الفلسطيني كما ضاعت سنة (1948م) عندما تم إصدار قرار التقسيم بين الشعب الفلسطيني بإقامة دولته وبين الشعب اليهودي في دولة مجاورة.
ونتيجة لاختلاف مواقف من كان يمثل الشعب الفلسطيني ومعهم بعض القيادات العربية فقد ضاعت فرصة الحصول على حقوق الشعب الفلسطيني، وتفادياً لتكرار تلك التجربة المأساوية على مدى (75 عاما)، قدم الشعب
الفلسطيني خلالها عشرات الآلاف من الشهداء الأبرياء واغتصبت أراضيه وقتلوا أبنائه، وهجروهم قسرياً لاجئين في الدول العربية ودول العالم وكادت هويتهم أن تضيع وتفرقت الأسر حتى فقدوا الاتصال ببعضهم، وكانت أعظم نكبة إنسانية واجهها شعب على مر التاريخ وحتى لا تتكرر تلك النكبة وتكون أسوأ مما مضى فلتفكر القيادات الفلسطينية مليا ويستفيدوا من تجربة الماضي المريرة التي صبغت الأرض الفلسطينية بدماء الضحايا والأبرياء وتشريد الشعب الفلسطيني خارج أرضه.
لذلك فليتذكر القادة الفلسطينيون بمختلف حركاتهم ومنظماتهم عظمة التضحيات، وفيضانات من الدماء التي سالت في الصحاري والوديان على الأرض الفلسطينية دفاعاً عن حقوقهم الشرعية في الحفاظ على أرضهم التي عاشوا فيها آلاف السنين، ليرتقوا من أجل كل التضحيات على مدى 75 عاماً أن يراجعوا مواقفهم وأن يعيدوا تصحيح استراتيجياتهم لتحقيق وحدة الهدف والصف والتلاحم بين جميع الأشقاء من أجل إنقاذ حقوق الشعب الفلسطيني في لحظة فارقة من التاريخ، فإما أن تقوم دولة فلسطين أو يتراجع الأمل ليحل محله اليأس في مستقبل مظلم ومجهول.
وليكون بداية للتعاون في ظل السلام بين جميع دول العالم لينعم الإنسان في كل مكان بحياة الطمأنينة والأمان.
ذلك اقتراح متواضع عله يكون مرشداً لبداية خطوة عملية تختصر الزمن، وتنهي حالة التردد وتبني الثقة بين الشعوب لتحيا حياة طيبة بغض النظر عن الانتماء الديني والعقائدي والحزبي، وبعيداً عن استعلاء شعب على آخر، فالكل خلق الله وعباده، يدعوهم للرحمة بينهم، وإقامة العدل والتعامل بالتسامح والإحسان والتعاون على البر والتقوى وتحريم العدوان بين بني الإنسان وتحريم قتل الإنسان، والله يأمر الناس جميعاً بقوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) (البقرة: 208).