المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي … مفكر التوحيد و العقلانية في مواجهة الوثنية الفكرية

المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي… مفكر التوحيد والعقلانية في مواجهة الوثنية الفكرية
بقلم الإعلامى مجدى طنطاوى

في زمن تصاعدت فيه النزعات الماضوية وغرقت الخطابات الدينية في التكرار والتقليد يظهر المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي كمشروع فكري متكامل يقدم قراءة عصرية وعقلانية لفكرة الإيمان ويعيد بناء العلاقة بين الإنسان وخالقه على أسس العقل والقرآن والفطرة السليمة

ليست كتب الشرفاء مجرد مؤلفات دينية تقليدية بل هي أعمال فكرية فلسفية رصينة تعيد فتح الأسئلة الكبرى عن الوجود والمعنى والغيب بعيدًا عن التراث الجامد والمرويات التي شوهت صورة الدين إنها دعوة صريحة إلى تحرير الدين من الكهنوت وإعادة مركزية القرآن الكريم باعتباره المصدر الوحيد للهداية لا مجرد نص بين دفتي المصحف يُقرأ دون فهم

الإيمان عن وعي… لا عن وراثة

يرفض علي محمد الشرفاء الجمود الفكري الذي هيمن على العالم الإسلامي لعقود ويُصوّب نقده نحو العقل المستقيل الذي يكتفي بالنقل دون تمحيص فهو يرى أن الإيمان لا يمكن أن يكون حقيقيًا إلا إذا انبثق من تساؤل صادق ويقين عقلي لا من تقليد أعمى أو خوف من المجهول
في هذا السياق تتحول كتبه إلى رحلة فكرية تبدأ بالشك وتنتهي باليقين تُخاطب القارئ المعاصر بلغته وأدواته وتدعوه إلى التحرر من “وثنية الفكر الديني” التي تقدّس الأشخاص والنصوص الموازية على حساب كتاب الله

في مواجهة الإلحاد والجمود معًا

من أبرز مزايا فكر الشرفاء الحمادي أنه لا يحارب الإلحاد بالوعظ أو التخويف بل يُقدّم بدائل معرفية ومنهجية عقلانية تقف على أرض صلبة من المنطق والعلم والنص القرآني المحكم في الوقت نفسه لا يتواطأ مع الخطاب الديني التقليدي الذي يختزل الدين في أحكام وشعائر بلا روح
بل يُسائل الشرفاء جذور هذا الفكر الجامد ويفكك بنيته ويكشف كيف تحوّلت بعض المرويات إلى سلاسل تقيّد العقل والضمير وتُبعد الإنسان عن جوهر التوحيد الذي يقوم على الحرية والمسؤولية والتفكر

بين الفلسفة والتفسير مشروع فكري متفرّد

يمزج الشرفاء الحمادي في مشروعه بين أدوات الفلسفة والتفسير المقاصدي والتحليل التاريخي والنقد المعرفي وهو في هذا المزج لا يهدف إلى التجديد من أجل التجديد بل إلى تطهير الدين من الشوائب البشرية التي علقت به عبر القرون وإعادة تقديمه كمنظومة فكرية متكاملة تنهض بالإنسان لا تستعبده

إنه مشروع يعيد تعريف “الدين” ليس كسلطة بل كرسالة هداية تُخاطب الإنسان من حيث هو عقل وروح وتعيد الاعتبار لكلمة “القرآن” كمصدر شامل للحق لا يحتاج إلى وسطاء ولا تفاسير متضخمة تفرغه من جوهره

نقلة فكرية تحتاج من يواصلها

ما يقوم به علي محمد الشرفاء الحمادي هو نقلة فكرية جريئة في تاريخ الفكر العربي المعاصر تُعيد بناء العلاقة بين الإنسان والسماء بعيدًا عن الخوف وبالقرب من العقل ومثل هذا المشروع بحاجة إلى من يقرأه بوعي وينقله بإخلاص ويؤمن بقيمته الحضارية

فكر الشرفاء… دعوة لتحرير العقل قبل تحرير الإنسان

ما يميز فكر علي محمد الشرفاء الحمادي أنه لا يطلب من القارئ أن يصدّق بل أن يفكر ويُسائل ويعيد النظر لا يدعو إلى الإيمان بالوراثة بل بالإرادة الحرة لا يعارض الدين بل يُعيده إلى نصاعته الأولى حيث القرآن كتاب حياة لا كتاب موت كتاب عقل لا كتاب تقليد
في زمن تتجاذبه الأهواء ويختنق فيه الفكر تظهر مؤلفات الشرفاء كمصابيح تُنير طريق الباحثين عن الحقيقة وتطرح على العالم العربي والإسلامي سؤالًا لا بد أن يُطرح
“هل آن الأوان لنقرأ القرآن بعقولنا لا بعيون غيرنا؟”

زر الذهاب إلى الأعلى