مناشدة لإنصاف روصو من الإقصاء المتواصل … الشيخ ولد شاهد

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين اما بعد و
بوصفي أحد أبناء مدينة روصو، لطالما راودني سؤال لم أجد له جوابًا مقنعًا إلى اليوم: لماذا يُمارس على مدينتنا إقصاءٌ ممنهج أو تجاهل مستمر، يجعلها غائبة عن المشهد الوطني رغم مكانتها؟
لقد لاحظت منذ فترة أنّ هذا التهميش لم يعد مجرد صدفة عابرة، بل يكاد يتحول إلى قاعدة ثابتة. أول ما لفت انتباهي كان في شهر رمضان المبارك؛ إذ حظيت معظم ولايات الوطن ببرنامج “أجواء رمضان”، حيث تم تصوير حلقاته في أجواء رمضانية محلية، غير أنّ روصو –عاصمة ولاية الترارزة– غابت تمامًا عن هذا الحضور الإعلامي. لم أفهم السبب حينها، لكنني التزمت الصمت.
غير أن الغياب لم يقف عند ذلك الحد. فمع حلول فصل الخريف، نظمت الدولة مهرجانات موسمية في ولايات متعددة، وبقيت روصو –رغم رمزيتها التاريخية والجغرافية– خارج خارطة هذه الفعاليات. وازداد الأمر غرابة حين لاحظت أنّ التطبيقات “البنكية” قاموا بجولات ميدانية في أغلب الولايات، لكنها لم تشمل مدينة روصو ضمن محطاتها
اليوم، ونحن نرى بلدية صغيرة مثل تكند تحتضن مهرجان ولاية الترارزة، بينما عاصمتها روصو لم تحظَ بأي نشاط مماثل، يفرض السؤال نفسه بإلحاح:
ما السبب وراء هذا الإقصاء؟ وما الدافع إلى تهميش مدينة بحجم ومكانة روصو، التي تعد القلب النابض للترارزة، وواجهة من واجهات الوطن على ضفاف النهر؟
إن أبناء روصو لا يطالبون بامتيازات استثنائية، ولا يسعون إلى موقع لا يستحقونه. كل ما يريدونه هو أن تنال مدينتهم حقها الطبيعي في التنمية والأنشطة الثقافية والاقتصادية والإعلامية، أسوة ببقية ولايات الوطن.
إن استمرار هذا التهميش يضرّ بصورة المدينة، ويؤثر على معنويات أبنائها الذين يرون عاصمتهم مغيبة في حين أنها الأجدر بالصدارة. ومن هنا، فإننا نطالب الجهات الرسمية، والمؤسسات الإعلامية، والشركات الخاصة، أن تراجع سياساتها تجاه روصو، وأن تنصف هذه المدينة العريقة بما تستحقه من حضور واهتمام.
فالمدن –مثل البشر– تذبل حين تُقصى، وتزدهر حين تُنصف.
الاستاذ / الشيخ ولد شاهد