الغناء البحري.. فن تراثي
الموريتاني : يعتبر فن الغناء البحري في دول الخليج العربي الأساس الذي انطلق منه الغناء الخليجي، حتى عرفت البلدان العربية الأغنية الخليجية بقالبها الحالي، الذي كان وما زال لغناء البحر الدور الممهد لبروز هذا الفن خارج منطقته.
ولا عجب أن يطلق على هذا الغناء “البحري”؛ إذ عُرف منذ سنين طويلة في مياه الخليج، وسفنها التي تشق عباب البحر، حاملة الصيادين والباحثين عن اللؤلؤ، وكان دأبهم الغناء الجماعي، الذي أخذ صوت هدير الماء وهياج البحر.
ويطلق البحارة الخليجيون على غنائهم اسم “شيلة”، التي تغنى في أثناء العمل على نقل الأمتعة أو تحريك السفينة، وفي البحر لبث الهمة وروح التعاون.
وباعتمادهم الشعر في غنائهم فإن البحارة استنبطوا أنواعاً كثيرة من الشعر الزهيري واستخدموها في أغانيهم، وكانوا سبباً في شيوع أنواع مختلفة من هذا الشعر، منه السباعي والسداسي والخماسي.
ومما قيل من شعر الزهيري الخماسي:
حمام مالك على فرقاي تهواني
إلا بنار الجفا لو خير تهواني
وش لك على خلاق ذاك العهد تهواني
ما ينبغي منك عن ذيك المودة تحل
شرط المودة مثل ما أهواك تهواني