تأجيل الـ”شان” يلقي بظلاله على البطولات الإفريقية

الموريتاني : فرضت الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها دول شمال إفريقيا إضافة إلى تأجيل بطولة إفريقيا للمحليين العديد من الأسئلة التي أصبح يتعين على الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الإجابة عليها جميعها تتعلق بكيفية إنهاء الموسم الحالي من بطولات القارة السمراء.

أثار تأجيل بطولة إفريقيا للمحليين العديد من التساؤلات حول قدرة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم على تخطي التحديات الكبرى التي تواجهه حالياً من أجل إنهاء موسم بدت أشهره الأخيرة مزدحمة بالعديد من الأحداث الكروية الهامة بداية من نصف نهائي ونهائي دوري أبطال إفريقيا ومرورا بنصف نهائي ونهائي كأس الاتحاد الإفريقي “الكونفدرالية الإفريقية” ونهاية بالعديد من المباريات الدولية التي تندرج تحت نطاق تصفيات كأس الأمم الإفريقية الكاميرون 2021.

وكان الـ”كاف” قد اتخذ قرارا كان متوقعاً بتأجيل بطولة إفريقيا للمحليين والتي كان من المنتظر أن تقام في الكاميرون ما بين الرابع من نيسان/أبريل والخامس والعشرين من الشهر ذاته، وذلك بسبب مخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، كما كان الاتحاد القاري قد اتخذ قراراً مماثلاً بتأجيل مباريات التصفيات المؤهلة إلى نهائيات أمم إفريقيا “الكاميرون 2021” والتي كان من المقرر أن تجري ما بين الخامس والعشرين والحادي والثلاثين من الشهر الحالي.

وبجانب قيام الاتحاد الإفريقي باتخاذ قراراته الاضطرارية كإجراء احترازي قامت جميع دول شمال القارة السمراء وهي الأكثر إصابة في إفريقيا بـ”كوفيد 19″ بإيقاف مباريات الدوريات المحلية وتعليق النشاط الكروي بشكل عام وهذه الدول هي مصر التي اتخذت قراراً بتعليق نشاط كرة القدم لمدة أسبوعين، وتونس التي أوقفت الدوري المحلي والنشاط الكروي بشكل عام بدون إعلان موعد محدد لاستكماله.

الاتحاد المغربي لكرة القدم من جانبه أعلن إيقاف جميع مباريات كرة القدم لكل فئاتها حتى إشعار آخر، فيما أوقفت الجزائر النشاط الكروي لأسبوعين، بينما أعلنت وزيرة الشباب والرياضة في السودان ولاء البوشي الثلاثاء وقف كل النشاطات الرياضية في البلاد بما في ذلك منافسات كرة القدم، وعلقت موريتانيا كافة النشاطات الكروية في البلاد لمدة أسبوع على الأقل.

وإذا بحثنا عن دول أخرى من القارة السمراء سنجد أن كينيا علقت النشاط حتى الرابع من نيسان/أبريل والسنغال أوقفت جميع مباريات كرة القدم لمدة 30 يوماً بينما قامت جنوب إفريقيا إحدى دول القارة المتضررة من الفيروس، بإيقاف جميع الأنشطة والأحداث الرياضية بدون تحديد موعد للعودة مجدداً.

رزنامة معقدة
ويقف النشاط الكروي في قارة إفريقيا على أعتاب مراحله الأخيرة وذلك على صعيد بطولات الأندية ففي البطولة الأهم وهي دوري أبطال إفريقيا تأهلت أندية الزمالك والأهلي من مصر والرجاء والوداد من المغرب إلى الدور نصف النهائي حيث سيلتقي الرجاء مع الزمالك ذهاباً في الأول أو الثاني من أيار/مايو بينما سيكون لقاء العودة في القاهرة في الثامن أو التاسع من الشهر ذاته، نصف النهائي الآخر سيجمع بين الوداد والأهلي وسيلتقي الفريقان ذهاباً في المغرب أيضاً في الأول أو الثاني من أيار/مايو بينما الإياب سيكون بين الثامن أو التاسع من الشهر ذاته في القاهرة.

على الجانب الآخر فإن كأس الاتحاد الإفريقي والذي تأهلت أندية بيراميدز المصري وهوريا الغيني ونهضة بركان وحسنية أكادير المغربيين إلى دوره نصف النهائي، سيقام ذهاب المربع الذهبي فيه بين بيراميدز وهوريا، ونهضة بركان وحسنية أكادير في الثالث من أيار/مايو على أن تقام جولة العودة في العاشر من الشهر ذاته.

وبالنظر إلى أن جميع فرق نصف النهائي في البطولتين من دول شمال القارة التي هي في الأساس علقت النشاط الكروي حالياً وتقوم بإجراءات احترازية شديدة القسوة والصرامة للسيطرة على انتشار “كوفيد19″ نجد أن الـ”كاف” يلعب بشكل واضح على عامل الوقت حيث يأمل في أن تعود كل الأمور إلى طبيعتها مع نهاية نيسان/أبريل.

الكاميرون عامل مشترك
ووضعت الأقدار الكاميرون كعامل مشترك في الكثير من الأحداث الكروية القادمة على الصعيد الإفريقي فهي الدولة التي ستستضيف نهائيات بطولة إفريقيا للمحليين كما أن كاف أعلن أن مدينة دوالا الكاميرونية ستستضيف نهائي دوري أبطال إفريقيا في التاسع والعشرين من أيار/مايو، إضافة إلى ذلك فهي الدولة التي ستقام على أراضيها بطولة كأس الأمم الإفريقية شتاء عام 2021.

وحتى اليوم تشير أرقام منظمة الصحة العالمية إلى أن الكاميرون أعلنت عن عشر حالات إصابة بالفيروس على أراضيها، وهو أمر يدعو إلى القلق واتخاذ قرارات وتدابير احترازية لأن الفيروس أثبت في العديد من الدول الأخرى قدرته على الانتشار السريع والمتصاعد.

الحلول المتوقعة
أمام كل هذه المعطيات فإن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم يبدو أن عليه المتابعة عن كثب معدل تطور انتشار الإصابة بالفيروس في دول القارة السمراء وخاصة دول الشمال والكاميرون على وجه التحديد، فإذا ظلت دول المغرب والمصر والجزائر على موقفها بتعليق النشاط الكروي فإن الكاف، سيبدو في وضعية صعبة جداً وقد يصل به الحال إلى اتخاذ قرارات تاريخية لم يسبق له اتخاذها كأن يلعب دورات رباعية مجمعة لتحديد بطل مسابقتي دوري الأبطال وكأس الاتحاد، أو أن تقام المباريات القادمة جميعها بدون جمهور وهو أمر لا يتمناه الجميع لأنه قاتل حقيقي لمتعة كرة القدم علماً بأنه سيضر تسويقياً إلى حد بعيد بمداخيل البطولتين.

أضف على ذلك المشكلة المستقبلية المرتبطة بكأس الأمم الإفريقية بعد تعديل موعد اليورو وكوبا أميركا لتقام في منتصف عام 2021 وهذا معناه أن موسم 2020-2021 سيكون مزدحماً تماماً لأنه أيضاً سيشهد ذروة مباريات التصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر 2022، وهو ما يعني أن الأندية الأوروبية ستواجه موسماً مضغوطاً على صعيد بطولاتها المحلية والأوروبية وهو ما قد لا يجعلها تمتلك خيار رفاهية الاستغناء على محترفيها الأفارقة لفترة قد تصل إلى شهر كامل للمشاركة في أمم إفريقيا.

وكان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم قد غير من موعد بطولة كأس أمم إفريقيا “الكاميرون 2021” ليقام بين التاسع من كانون الثاني/يناير والسادس من شباط/فبراير.

وبشكل عام فإن الجميع يتمنى ويدعو أن تنتهي هذه الازمة العالمية سريعاً بالتأكيد وتعود الأمور إلى نصابها وتستكمل بطولات كرة القدم في إفريقيا سريعاً جداً ولكن إذا استمرت الإجراءات الاحترازية واستمر تعليق نشاط الساحرة المستديرة في دول شمال القارة على الأخص فإن “كاف” سيتعين عليه وقتها الإجابة على العديد من الأسئلة والقيام بتنفيذ سيناريوهات جديدة قد يكون بعضها بالغ الصعوبة.

زر الذهاب إلى الأعلى