جائزة “كتارا”.. دعم قطري كبير للروائيين العرب

الموريتاني : تربو آمال أكثر من ألفي أديب عربي لبلوغ المراحل النهائية لجائزة كتارا للرواية العربية، التي باتت خلال فترة قصيرة، أبرز جائزة في مجالها؛ لما تشمل من ميزات، من أهمها جائزتها النقدية التي تعد الأعلى بين مثيلاتها.

وفي 8 مارس الجاري، أعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا”، أن المشاركات في جائزة “كتارا للرواية العربية” بدورتها السادسة بلغت 2220 مشاركة، مسجِّلةً زيادة غير مسبوقة عن الدورات السابقة على مستوى الفئات والجغرافيا.

وبحسب وكالة الأنباء القطرية، بلغ عدد الروايات المنشورة المشارِكة في هذه الدورة 930 رواية نُشرت في العام 2019، وبلغ عدد المشاركات بفئة الروايات غير المنشورة 1005، و75 مشاركة في فئة الدراسات غير المنشورة، و195 مشاركة في فئة روايات الفتيان غير المنشورة، إضافة إلى 15 رواية قطرية منشورة، في الفئة الخامسة.

وأضافت أن المشاركة النسائية في الجائزة بلغت 552 مقابل 1668 مشاركة للرجال.

وعلى المستوى الجغرافي، جاءت مصر والسودان في صدارة الدول العربية من حيث العدد بـ986 مشاركة، تليها دول المغرب العربي بـ565، ثم بلاد الشام والعراق بـ533 مشاركة.

وسجلت دول الخليج العربي مشاركة بـ124، في حين سُجلت 12 مشاركة من دول غير عربية.

ووفق ما ذكره خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي، فإن الزيادة التي عرفتها الدورة السادسة على مستوى عدد المشاركات مقارنة بعدد المشاركات في الدورة السابقة التي شهدت 1850 مشاركة، “تعكس أهمية وريادة الجائزة، وحضورها الحقيقي في مشهد الإبداع العربي، وتبرز حجم التفاعل الكبير للروائيين والنقاد مع فئات هذه الجائزة”.

وأفاد السليطي بأن نتائج الدورة السادسة ستعلَن في 13 أكتوبر 2020، بالتوازي مع اليوم العالمي للرواية الذي تمّ اعتماده في الدورة العشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية بالوطن العربي.

دعم المشهد الثقافي العربي

تعتبر جائزة “كتارا للرواية العربية” واحدة من المحاولات التي أطلقها -وما يزال- الحي الثقافي القطري لدعم المشهد الثقافي العربي، وسعيه لتحقيق التنوع الثقافي الفكري في الوطن العربي وتكوين جيل يعتز بهويته العربية، وفتح الباب أمام كبار المبدعين وصغارهم لتقديم إنتاج متميز.

وأُطلقت الجائزة بداية عام 2014، وهي تتفوق في جوائزها على نظيراتها العربية، ومن ضمنها جائزة البوكر التي تنظمها دولة الإمارات.

وحققت الجائزة نجاحاً كبيراً بعدما تجاوزت المشاركات في النسخة الثانية منها ألف مشاركة، وفقاً لما ذكره السليطي.

وتلتزم جائزة كتارا ترجمة أعمال الفائزين إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، ونشر الروايات غير المنشورة وتسويقها، وكذلك تفتح الجائزة باب المنافسة أمام دور النشر والروائيين على حد سواء.

الرؤية والأهداف

وبحسب ما يعلن عنه موقعه الإلكتروني، فإن حي كتارا الثقافي يهدف من خلال الجائزة إلى تعزيز أدب الرواية العربية ودعمه؛ للارتقاء الإنساني بقيم الحق والخير والجمال، وتأكيد الهوية الحضارية العربية من خلال ملتقى إبداعي لإثراء الوعي الثقافي.

ويهدف أيضاً إلى التعريف بالروائيين العرب كافة، وإبراز الدور الحضاري البنّاء الذي يؤدونه في إثراء الثقافة الإنسانية عامة والأدب العربي خاصة، وتعزيز الحوار بين الحضارات، وبناء روح التقارب بين الأمم من خلال ترجمة الروايات إلى لغات متعددة.

وترمي الجائزة أيضاً إلى المساهمة في نشر الثقافة العربية وتكريمها من خلال الرواية والإبداع الكتابي، وكذلك تقدير الروائيين الذين أسهموا في إثراء الثقافة العربية.

والجائزة تعمل أيضاً على تشجيع إبداعات الشباب وتحفيزهم، وخلق روح التنافس الإيجابي في الحقل الأدبي، بالإضافة إلى تشجيع دور النشر العربية على التميز بغية الوصول إلى مشروع حضاري وثقافي عربي رائد.

الأقسام والجوائز

تشتمل الجائزة على عدة فئات هي:

– جائزة الرواية العربية المنشورة، وتُقدم خمس جوائز لخمسة فائزين من خلال مشاركتهم أو ترشيحات دور النشر، ويحصل فيها كل نص روائي منشور فائز على جائزة مالية، قدرها 60 ألف دولار أمريكي. ويتم اختيار أكثر الأعمال الخمسة قابليةً لتحويله إلى عمل درامي.

– الروايات العربية غير المنشورة، وتُقدم خمس جوائز للروايات التي لم تُنشر، قيمة كل منها 30 ألف دولار أمريكي.

– الدراسات (البحث والتقييم والنقد الروائي)، وتُقدم خمس جوائز للدراسات غير المنشورة، قيمة كل منها 15 ألف دولار أمريكي.

– روايات الفتيان غير المنشورة، وتُقدِّم خمس جوائز لروايات الفتيان غير المنشورة، قيمة كل منها 10 آلاف دولار أمريكي.

وتعمل لجنة الجائزة على تقديم مزايا عديدة للروايات والدراسات الفائزة؛ منها: طباعة الروايات الفائزة التي لم تُنشر وتسويقها، وترجمة الروايات الفائزة إلى الإنجليزية والفرنسية وطباعتها وتسويقها، وطباعة الدراسات الفائزة وتسويقها، إضافة إلى طباعة روايات الفتيان الفائزة وتسويقها.

لجان التحكيم

تضم لجان التحكيم في جائزة كتارا للرواية العربية أساتذة متعددي الاختصاصات،م ن مثقفين وأكاديميين ونقاد وفنانين.

تعمل هذه اللجان على قراءة المشاركات الواردة ودراستها وتقييمها في سرية تامة.

وتطبق اللجان قواعد الترشيح واستمارات التقييم التي حددتها لجنة الجائزة لاختيار الفائزين عن كل فئة، ولا يحق لأي عضو في لجان التحكيم الترشّح للجائزة إلا بعد مرور دورة واحدة.

وتأتي اللجان على النحو التالي:

– لجنة الفرز: وهي لجنة مكونة من أربعة أعضاء، مهمتها قراءة الروايات المنشورة والروايات غير المنشورة المشارِكة وفرزها، وترشيح 60 رواية منشورة و60 رواية غير منشورة.

اللجنة الأولى: مكونة من عشرة أعضاء، مهمتها قراءة وتقييم 60 رواية من فئة الروايات المنشورة، و60 أخرى من فئة الروايات غير المنشورة، وترشيح 30 رواية منشورة و30 رواية غير منشورة.

اللجنة الثانية: تتكون من خمسة أعضاء، ومهمتها ترشيح 15 رواية من كل فئة من بين الروايات التي تسلمتها من اللجنة الأولى.

اللجنة الثالثة: عدد أعضائها خمسة، ومهمتها ترشيح القائمة النهائية للفائزين واختيار خمسة فائزين من كل فئة.

– لجنة التحكيم الخاصة بالدراسات، وتضم ثلاثة أساتذة متخصصين، وتعمل هذه اللجنة على اختيار أفضل خمس دراسات في مجال البحث والتقييم والنقد الروائي.

– لجنة التحكيم الخاصة بروايات الفتيان غير المنشورة، وتضم ثلاثة أساتذة متخصصين، وتعمل هذه اللجنة على اختيار أفضل خمس روايات مشارِكة عن فئة روايات الفتيان غير المنشورة.

وتضم كل لجنة من لجان الجائزة ثلاثة استشاريين تُعيِّنهم لجنة الجائزة.

زر الذهاب إلى الأعلى