“كورونا” بين الرضا بالقضاء و اتخاذ كامل الحيطة
عبد الفتاح ولد اعبيدن
الموريتاني : قبل أيام كنت أقول فى نفسى ،موضوعيا،موريتانيا معنية، فالعالم حالة واحدة و الأرض متشابكة الأطراف،و لأن الحدود و الحواجز القطرية رمزية و محدودة المنع.و فعلا البارحة،مساء الجمعة 13/3/2020 ، تبين أن مواطنا أستراليا، استطاع تسريب هذا المرض الخطير لأراضينا الحارة، الصحراوية الطابع .و لعل موريتانيا مطالبة ،على الأقل،بإغلاق المعابر الجوية مؤقتا و تجريبيا،لمعرفة المسار التصاعدي للوباء إلى أين،و اتخاذ احياطات مضاعفة على الحدود مع السنغال،لأنها معرضة،حسب الأرقام ،لزيادة عدد المصابين.و بحكم قرب أوربا منا،فينبغى أن ندرس إجراءات أكثر صرامة، فى هذا الصدد،خصوصا أن موجة الإصابات، مازالت تتكاثر و تتصاعد على الصعيد العالمي، و خصوصا فى أوروبا و أمريكا و ايران ،و من المعروف أن الصين هي المصدر،إلا أنها الأكثر صرامة و نجاحا فى مواجهته،رغم ما سبب لها، من إصابات فى الأرواح و خسائر فى الاقتصاد.كما ينبغى أن ندرس ،و لو مؤقتا،توقيف الدراسة فى جميع مستوياتها ،و توقيف رحلات العمرة و تتبع موضوع الحج هذا العام بحذر،و تحذير المواطنين من المبالغة فى التجمعات و الاحتكاك .فالرضا بالقضاء وجوبا فى عقيدتنا،لكن اتخاذ كامل الحيطة و الحذر هو عين التوكل و الأمر الشرعي،قال الله عز وجل:”يا أيها الذين ءامنوا خذوا حذركم”.و لعل الدعاء و الصدقة و اتخاذ التدابير الازمة،كفيلة بالقضاء كليا على “كورنا”،بإذن الله،أما ما يحدث بعد ذلك، فالرضا بالقضاء وجوبا للإلاه.و من الملاحظ أن هذا الفيروس كان يصيب بعض الحيوانات فحسب،و غير قابل للانتقال للبشر،و لكن بعض البشر بحكم المشاغبة و أكل الغريب من الأكلات الحيوانية المستهجنة،دفع الفيروس للتطور،و العبور للمجال البشري،حسب بعض التفسيرات،كما أن الحرب البيولوجية،ذات الخلفية الاقتصادية التنافسية،ربما ألقت بظلالها على المشهد الصحي و الاجتماعي و الاقتصادي،مسببة ربما ،لا قدر الله،خسائر أغرب من الخيال.حتى أن بعض مناطق أمريكا،أصبحت عاجزة عن الالتزام بدقة مراقبة الوباء،لكثرة أعداد الإصابات.إن الجهات المعنية بجميع المستويات الرسمية و الشعبية،مطالبة بالتحرك الإيجابي بسرعة،فى مكافحة احتمالات تمدد هذا الوباء.أما الصحافة و المدونون ،فمطالبون بالصدق و التوازن، في كل ما له صلة بهذا العنوان الحساس.