فضيلة الشيخ الدكتور / بندر بليلة – في خطبة الجمعة : من شريف حسن الظن بالله أنه ما أذاق العبد مرارة الكسر إلا ليذيقه حلاوة الجبر ولا أماته إلا ليحييه، ولا نغّص عليه في الدنيا إلا ليرغبه في الآخرة

الموريتاني : عمر شيخ – مكة المكرمة .

أم فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور بندر بليلة اليوم المصلين لصلاة الجمعة، واستهل الخطبة بحمد الله – سبحانه وتعالى- والصلاة والسلام على نبينا محمد-صلى الله عليه وسلم-، وتوصية المصلين بتقوى الله وحسن الظن به – تعالى- والتأكيد على أن أهل الإيمان يفضلون في شهر الفضيلة تلاوة القرآن وترتيله، على سائر المحبوبات، من طعام وسمر يُرام، ويجعلونه شغلهم الشاغلِ ويجعلونه صاحباً وحبيبا، وأنيسا ورفيقا، وهم في شأن وغيرهم في شأن آخر.

وأضاف بأن الله إذا أراد بعبيده المقبلين على كلامه خيراً، فتح لهم من فهمه وإدراك حقائقه ما تسمو به هممهم وتزكو بهم نفوسهم، وتطيب به حياتهم، وتحسن أحوالهم ومايكون به بلاغاً إلى حين، حيث إن من المعاني التي بثها ربهم بين أيديهم في كتابه وأراد منهم أن يعقلوها ليحسن حالهم ويطيب مآلهم، حسن الظن به- سبحانه- فهو ملاك الخير الذي أريد لهم وهو أنبل مراتب معاملتهم لربهم تعالى، فإنهم به يرجون جميل صنعهم به، ويأملون لطفه وبره، ويرغبون في إحسانه وجوده، وهذا من أحسن الاعتقاد بالرب، وهو اللائق بكماله وجلاله، وهو متولد عن معرفته حق معرفة، وقدره حق قدر.

وأردف بقوله: جدير بالمؤمن أن يتلو قوله عز اسمه (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ & لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) ثم يستوفي خلالها جهده فيلازم الكتاب، وإقام الصلاة، والإنفاق وأن يكون من أعظم الراجين لنيل موفور من الأجور، ومزيد من الفضل، من لدن شكور غفور، فإنه قد أطعمهم من رجائه ودعاهم إليه، والكريم اذا أطعم أوجب، واذا أمَّل حقق.

مؤكداً فضليته أنه حري بمن يلهج بقوله تعالى (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) أن يفسح في نفسه سماء الرجاء، ويفتح لها أبواب الطمع في كرم الله، وحسن الظن به – سبحانه – فيهرب من ضيق الهموم والغموم والأحزان والمخاوف، إلى سعة فضاء الثقة بالله، وصدق التوكل عليه، وحسن الرجاء لجميل صنعه به، وتوقع المرجو من لطفه وبره، وجوده وإحسانه فإنه لا أشرح للصدر ولا أوسع له بعد الإيمان، من ثقته بالله وحسن ظنه به، وذلك أنه رجاء مضمون، وحسن ظن مأمون، وقد أخبر بذلك نبينا – صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي “يقول الله تعالى(أنا عند ظن عبدي بي).

وقال فضيلته: إن من شريف حسن الظن به جل شأنه: أن يظن العبد بربه أنه ما أذاقه مرارة الكسر إلا ليذيقه حلاوة الجبر ، فما كسر عبده المؤمن إلا ليجبره، وما منعه إلا ليعطيه،ولا ابتلاه إلا ليعافيه، ولا أماته إلا ليحييه، ولا نغّص عليه في الدنيا إلا ليرغبه في الآخرة ، ولا ابتلاه بجفاء الناس إلا ليرده إليه، ويستخلصه لنفسه، ويصطفيه من أنسه.

كما أشار إلى أن شهر رمضان الذي منّ الله به على العباد شهر خير وبركات وطاعات، وفيه حفظ من الوقوع في المحرمات، وأن فضيلة ليلة القدر متنقلة في هذه العشر الأواخر، وأن فضيلة العبادة في ليلة القدر خيرٌ من العبادة ألف شهر .

زر الذهاب إلى الأعلى