التمييز العنصري .. وحش مفترس للإنسانية /سهام الجزار

الموريتاني : التمييز العنصري هو أي تفريق أو استثناء أو تغيير أو تفضيل مبني على الجنس أو اللون أو النسب أو الأصل القومي أو العرق أو الدين، وترمي كلها إلى إضعاف الاعتراف بالحقوق الإنسانية والحريات السياسية وممارستها.

في كتاب «التفرقة العنصرية» لمؤلفه السيد محمد عاشور، يقول المؤلف: «كان اللون منذ العصور القديمة سببًا في التفرقة العنصرية إلا أن هذا السبب زاد عمقًا في هذه الأيام وهذا ما نراه اليوم في أمريكا والبرازيل وجنوب إفريقيا وفي إسرائيل، حيث أصبحت مشكلة الملونين من المشاكل التي قامت بسببها الحروب والثورات والتي قام بها الملونون ليحصلوا على حقوقهم المسلوبة».

مظاهر التمييز العنصري بسبب اللون

تتجلى مظاهر التفرقة العنصرية في التعليم والمواصلات والمطاعم وحق الانتخاب وحق الهجرة وحق العمل والذهاب إلى المعابد وسائر دور العبادة وكذلك النوادي وحتى الأماكن الترفيهية مثل السينمات والمسارح.

وجاء الإسلام لتحقيق العدالة بين الناس جميعًا وليس للمسلمين فقط وليس لطبقة فليس لأحد ميزة إلا بالتقوى

يشير الكاتب إلى أن الاسلام سبق بتشريعاته السمحة تلك التشريعات التي ما زالت هيئة الامم وغيرها من المؤسسات التشريعية تدرسها، والتي لم تنته إلى شيء حتى اليوم.

يقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» (الحجرات : 13).

ويقول: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا» (الإسراء : 70).

ويقول سبحانه: «فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ …» (آل عمران : 195).

ويقول تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ..» (النساء : 1).

وهنا يخاطب الله الناس جميعًا ولم يعين أمة ولا طبقة ولا شخصًا ولكن كل الناس دون تمييز، وهنا عمد الإسلام على ألا يكون لأحد ميزة على الآخر إلا بتقوى الله والعمل الصالح وليس لجنسه أو طبقته أو مركزه.

الخطاب الإلهي يدعو لتطبيق العدل دون تفرقة 

جاء القرآن يحث على اتباع العدل بين الناس دون تفرقة وذلك في آيات القرآن ومن أمثلتها :

قال تعالى: «..إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ..» (النحل : 277)

ويقول: «..وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ…» (الشورى : 15)

قال الله تعالى: «..فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ..» (النساء : 135)

وقال سبحانه: «..وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ…» (الانعام : 152)

وقال تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ..» (النساء : 58)

وقال تعالى: «…هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ۙ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ» (النحل : 76)

وقال سبحانه: «وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ…» (الانعام : 115)

قال تعالى: «..قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ۖ..» (الأعراف : 29»

وقال : «..وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ..» (المائدة : 42)

وقال سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ..» (النساء : 135)

زر الذهاب إلى الأعلى