العنصرية ظلم كبير والتحريض اشد من القتل / سيدي عيلال

الموريتاني : طغيان الخطاب العنصري اشد من الجائحة واخطر من الجوع انه الصاعق الذي ان عبئت به شحنة الغضب والشعور بالغبن سيحدث الانفجار الذي سيطيح بكل الآمال وكل الأحلام وسيدمر المشروع الذي صبر الجميع عليه ينمو ببطء ويأكل من أعمار الجميع و يتغذى من صحتنا ونضارتنا و اندفاعنا نحول تأسيس وطن ، صناعة حاضن ، تشييد صرح ممرد بكل عفويتنا  ، بكل فضولنا ، وبكل شوقنا واشتياقنا للعيش بكبرياء ، وبأمان وامن نرش به حاراتنا ، قرانا حواضرنا ، حتى تنبت واصلها ثابت وفرعها نحو السماء يحمل طموحنا وهممنا ويعبر بصدق عنا بكل ألواننا وأطيافنا و مكوناتنا فهي سر تميزنا ، سر تعايشنا عبر كل مراحل التعايش ، بمده وجزره ، وهي اصدق تعبير عن مكنوناتنا ، عن رقي إسهاماتنا في سفر الوطن الذي قررنا أن نخطه بأيدينا مهما ضايقتنا الأخطاء ، وتلاحقت علينا النعرات وشوهت صورتنا النزوات ، ومهما أعاقت إلفتنا جراح التاريخ وسياط الظلم التي أكلت جلود بعضنا وهي طرية معرّاة،  مستسلمة مستكينة ، لأنها تدرك أن لا مفر  من السيد الجلاد إلا إلى جلاد آخر فالعصابة غلّقت الأبواب وأوصدت المخارج  و روائح التآمر تزكم الأنفس  ، والتنافس في صناعة رأي مغلوط بلغ ذروته ، وسفراء الكسب الحرام يجوبون الأصقاع  ، والوطن يعيد انتشاره في مواجهة الجائحة ، والكل ينتظر ساعة الفرج ، ودعاة الفزع حجزوا كل صالات العرض ،  ونحن من يدفع الفاتورة ، ورقاب البسطاء على المقصلة ، و الوطن مشتتة الجهد  ، وهو في فم الإعصار العنصري الطائفي الوبائي ، وتجربتنا في إدارة الأزمات بحاجة إلى نتاج الجميع وجهده وخبرته و منصات التواصل تتحول تباعا إلى منصات إطلاق صواريخ تحريضية تستهدف كل لحظة اشترك الجميع في التقاطها ، عبر عدسات تاريخنا المشترك ، المغتصب ، والوجيز ، في المساواة وفي إباحة الطموح  ، و حق الجميع في التعبير السلمي عن مطبات تاريخه الخاص حتى نمتلك جميعا تاريخا واحدا مشتركا يعترف لأصحاب المظالم بحق دعواهم ويسمح للوطن الوليد بأسبقية تضميد الجراح وتصحيح الأسس حتى ينسجم القطيع في حظيرته وتنتظم خطاه على  طريقه الوعر فالمسالك مهما تعددت اتجاهاتها واحدة وحواجزها متشابهة ونهايتها تعكس الجهد الايجابي المبذول ، إما ان ننجح جميعا في تأكيد تصحيح  انطلاقتنا و ننتج وطنا قوميا جامعا مانعا مميزا ومتميز أو لا قدر الله نترك أعداء المشروع ـ وهم كثرـ  يدمرون حصاد سنين ويبددون جهد السلف الصالح في جانبه المضيء من تاريخ تأسيس الدولة ـ الوطن ،  معلنين للملإ عن  كل التفاصيل المحزنة والأخطاء المتعمدة والممارسات الظالمة مثبتين في أصل وثيقة استقلالنا المعدلة كل الحقائق ومعتذرين للسف الذي وقع عليه الحيف ومحتضنين الخلف الذي عانى من مضاعفة ظلم  أسلافه ، حتى لا تظل قضايا الظلم والقهر فزاعة يعلق عليها كل زعيم او  خسيس قلوب و آمال أحفاد الضحايا ليستنزف محاولات الوطن الخجولة للملمة أشيائه وإشراك جميع أبنائه وإعادة إنتاج تجربته وخاصة جانبها المضيء  ، عبر مراحل تاريخه في الصحراء وبين النهر والبحر، وهي المنطقة التي سجلت كل ممارساتنا وشهدت على عقود من الظلم والتشبث بالحياة وتذليل النصوص والقياس والاجتهاد لإثبات تبرير تفاصيل الصراع من اجل البقاء .

إذا وبعد هذ الاستعراض الموجز ـ لحساسية المرحلة ـ يدرك الكل ان التحريض على العنف وتزكية الانتقام ومصادرة الجهود التي بذلت وتبذل لن يكون مساهمة صالحة للاستهلاك فأغلب أراجيف التحريض انتهت صلاحيتها وأحفاد الضحايا مع أحفاد الجناة يريدون تحسين وتصحيح وتحصين الدولة الوطن لأنها الحاضن الوحيد للجميع ، ضحايا وجناة وشركاء درب ومرحلة وارض .

زر الذهاب إلى الأعلى