لعنة الله على العنصرية كلمة مقيتة ورائحة نتنة / عبد الرحمن ولد حبسه

الموريتاني : لاسلام دين الله المرتضى الذى ارتضاه الله لعباده ‘قال تعالى *

*ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه** الاية

وقد حرص الإسلام على محاربة كل الظواهر والسلوك التى من شأنها أن تفكك نسيج المجتمع ولحتمه وسعى إلى توحيد المجتمعات حول عبادة الله الواحد الاحد وربط معيار التفاضل بالتقوى ضاربا عرض الحائط بالانساب والتفاخر بها قال تعالى *يا أيها   الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن اكرمكم عند الله أتقاكم*

وفى هذه الآية دليل ساطع على أن العبرة بالتقوى لابالنسب فكلنا لادم وادم من تراب٠

والنبي الأعظم صل الله عليه وسلم اخى بين صحابته الكرام بغض النظر عن ألوانهم واجناسهم ٠ونهاهم عن التفاخر بالانساب ودعاوى الجاهلية ٠

فهذا عمر بن الخطاب جنبا إلىجنب مع بلال بن رباح وصهيب الرومى وسلمان الفارسي قوميات واعراق  شتى وحد بينهم الاسلام وقضى على كل تلك النعارات التى كانت سائدة أيام الجاهلية ٠

ومعلوم أن أمة النبى تتاسى به فهو الاسوة والقدوة الحسنة’وليس من اخلاق الإسلام  ان  يكون من بنى جلدتنا من يميز بين أفراد مجتمعه على أساس لون او عرق  لان ذلك مناف اولا لاخلاق الإسلام وثانيا يهدد السلم الأهلي ٠ والوئام الاجتماعي

وقد كفل دستور موريتانيا الصادر بتاريخ ل 20من يوليو سنة1991لجميع المواطنين المساواة أمام القانون بل يعاقب القانون كل داعية عنصرى وكل من يميز على أساس اللون أو العرق ‘فكل المواطنون متساوون أمام القانون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات ٠

واي أمة تسعى لنهضتها وبقائها لابد من أن تحرص على وحدتها وانسحامها فما دبت الصراعات فى المجتمعات وفشت بينهم 

 الحروب الأهلية  إلا لأنها فرطت فى وحدتها ٠ وكيانها 

ولعل أهم الخطوات  التي من شأنها  أن تعزز وحدة المجتمعات وتقضى على  العنصرية تتلخص فى مايلى اولا مكافحة العبودية وتجفيف منابعها ومعالجة مخلفاتها وآثارها و ثانياالقضاء على الاقصاء والتهميش وثالثا ا لمساواة فى الولوج الى الخدمات التى توفرها الدولة  من شغل وتعليم وصحة وغيرها ٠ناهيك عن معاقبة كل داعية عنصرى يسعى إلى تفكيك لحمة هذا المجتمع البريء والمسالم٠

ففى هذه الربوع وسط الصحراء تألقت أعراق ومجتمعات شتى وانسجمت وتوحدت تحت راية الإسلام ونهلت من ينابيع المحظرة  وسلافهاو التى كانت احياء البدو ترحل بها اين ما حلت وانتجعت متناسين الفوارق الاجتماعية التى يعزف  على وترها البعض فخرجت فطاحلة علماء من كل الأعراف والأجناس فمنها تخرج الحاج محمود باه رحمه الله وليست مدارس الفلاح الا شاهدا حيا على ذلك ومعلما خالدا  ومنها تخرج باب ول معط رحمه الله والإمام بداه  والمرحوم عبد العزيز سي وغيرهم ‘حيث تربى هاؤلاء على أن لا فرق بين فلان وفلان ففى المحظرة تمجى كل الفوارق وتتلاشى ‘ واليوم ونحن فى ظل دولة القانون لا مجال لهذه الفوارق فنحن جميعا ابناء هذا الوطن ومهما نعق الناعق واصطاد فى ماء عكر فنحن عصيون على تلك الدسائس ‘وليجعل نصب عينيه أن العين لا نستغنى ببياضها عن سوادها فنحن جميعا من طين ولا عبرة ببياض البشرة وسوادها  فالاصل واحد ومهما يكن من أمر فنحن سواسية وكما يقول المثل البولاري  فإن 

**الخشبة لو طال مكثها في البحر فلن تتحول الى سمكة**

فكذلك الإنسان مهما ادعىمن  نسب فإن ثمة حقيقية لايمكن تجاهلها هى أن أصل البشر من طين فيا عجبا بمن يفخر باصله وهو مستخرج من الأرض وسيعود إليها 

الناس من جهة التمثيل أكفاء& ابوهم ادم والام حواء.

إلى متى سيظل البعض منا يتاجر بهذه القضية بغية المساس من وحدتنا ويلهث وراء مكاسب يحققها ومأرب تخدم مصالحه الشخصية ؟ أليس حريا  بهم أن يسعوا فى وحدة هذا المجتمع  ويدركوا أن الوطن اعز واغلى من غاياتهم واهدافهم  ٠

وليعتبروا بمن خانوا الوطن من قبلهم فهذه خيانة عظمى وسيحاسبهم التاريخ :ففى جنوب افريقيا كتب التاريخ أن نلسون مانديلا حقق وحدة شعب عانى على مر عقود عدة من سياسة الفصل العنصرى ولما انتخب رئيسا أدرك أنه رئيس الجميع فلم يقم بتصفية الطرف الآخر وهو من هو عانى ما عانى من السجن والتنكيل واذا كان هذا حال شعب مزقته الفرقة فكيف بشعب لم يشهد له التاريخ بأنه عرف هذه السياسة بل كان الانسجام ديدنه وسمته البارزة  فيا باغي الوحدة اقبل ويا باغي الفرقة اقصر ‘فنحن جميعا مدافعون عن وحدتنا وسنقف بالمرصاد لكل داعية عنصرى مهما كان لونه أو عرقه فالواجب الدينى والوطنى يمليان ذلك قال الشاعر 

ولى وطن اليت أن لا أبيعه 

وان لا أرى غيرى له الدهر مالكا

زر الذهاب إلى الأعلى