بيان من الخلافة العامة للطريقة ألقادرية ألفاضلية في غرب أفريقيا
الموريتاني : بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله الذي لايستحي من الحق وأمر بتبيانه بالمقال الصِّدق والصَّلاة والسَّلامُ على منْ رُسِمَ اسْمُه في مَهارق الرَّقْ وأقَرَّ له الأصْدِقاءُ بِسابقَةِ الرّقْ وعلى آله وأصحابه أهْلِ سَابقة العِنايَة بالسَّبْقْ.
أما بعد ؛ فإنَّه من المَعلومِ أن شرعَنا الحنيف رَسمَ حدودا وجعل الاعتداء عليها وخيمٌ وسنَ واجبات وجعل اتباعها عظيمٌ ، ومما شرَع الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ورغب فيه بل وجعله قوامَ روح الإخوة في الإسلام ، هو النصح والتناصح والتعاون على البر والتقوى بمقتضى قوله تعالى (( إنَّ الإنسانَ لَفِي خُسْرٍ إلا الذينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وتواصوا بالصَّبْر وتَواصَو بِالمَرْحَمَةِ )) وقوله تعالى (( وتَعَاوَنُوا عَلَى البِّرِ والتَّقوَى وَلَاتَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ والعِدْوَان )) . وعليه ، فإنه على ضوء هذه الآيات البَينات وانطلاقّا من مركزنا في الطريقة القادرية الفاضلية وتأسيًا بماضي خلفائنا الأجلاء فإننا نتقدمُ إلى جميع الزوايا ذات الأصول القادرية بنقاط هي في غاية الأهمية ويُعتبر التحلي بها ضرورة مَرحلية :
أولا : نلتمسُ من كل الزوايا العلمية القادرية إذكاء ضمير الجمع والتشبث بعوامل الألفة والاتحاد ونبذ الشِيِّعة والتفرقة ولهم في قوله جلَّ من قائل (( وأعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّه جَمِيعًا ولاتَفرَقُوا )) و قوله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا، يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّى اللَّهُ أَمْرَكُمْ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ) إسوة حسنة ، وإننا على يقين أن تبني هذه الخطوة سيكون أساسا مكينا لتبليغ رسالتهم السمحاء ودعوتهم الربانية الغراء .
وعلى ذكر الاتحاد وضرورته فإننا نطلب من جميع هذه الزوايا القادرية أن تلعب دورها في نشر الطريقة والتعريف بها لمن لا يعرفها ونشر فكرها السليم ونهجها القويم ، الذي يتخذُ في خطابه القرآن دليلا و يتكئُ في طرحه على السنة وأكرم بها سبيلا.
كما نهيب بكل زاوية من زوايانا القادرية المَجيدة أن تلعب من موقعها الخاص ما نيطَ بها من مسؤولية دينية و اجتماعية ورثتها تليدا وامتدادا مجيدا فالله ، الله على وحدتكم والله ، الله على تاريخِكُم وثقافتكم.
-ثانيا: نَودُ أن نذكر في هذا المِحور أن التصوف قائم على تقوى الواحد الأحد والصدق معه في السر والعلانية فلو خرجتَ أمةٌ عن ذلك لحملت لزاما وزرَها ، ومرقَت من التصوف وصارت وهالله له أدعياء ومن حقيقته براء ، براء !
فلتُحَكموا الشرعَ قبلَ العقل ولاتستميلكم الدنيا بزخرفها فتميلوا ميلًا عظيمًا وأذكروا ربكم وأنتُم ترفعون الشعارات وتتبنون الخطابات ولو بالنزر القليل من المِصداقية ، فإنني لأرى فتنة الصوفي عصرَنا هذا لاتكاد تبرحُ ذينكَ الأمرين ، إما تجاوزٌ ذميم في شعار جسيم أو خطاب كاذب سعيًا للضَيِّق من المآرب … فأذكروا في ذلك قول ربكم سبحانه تَعالى (( اليَوْمَ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ)) ، وقوله تعالى : (( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ )) ، وقوله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنه : (( عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وإِيَّاكُمْ والْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا.) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وما أود أن يحملَ كلامي هذا على سبيل الاتهام أو الاستنقاص وإنما يندرجُ فقط تحت قوله تعالى ( وذَكِّر فإنَّ الذِّكرَى تنفَعُ المُؤمِنِينَ )).
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، واللهَ أسأل لي ولكم الرشاد وهو على ما نقول شهيد وهو حسبنا ونعم الوكيل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
-الناطق باسم الخلافة العامة للطريقة القادرية ، الفاضلية في غرب أفريقيا : السَّيد ؛ الطالبْ ولد شيخنا الشيخ آياه حفظ الله الجميع.