انطلاق مؤتمر فقه الطوارئ : فقه ما بعد جائحة فيروس كورونا المستجد

انطلقت يوم السبت الموافق 18 يوليو 2020 فعاليات مؤتمر ” فقه الطوارئ : فقه ما بعد جائحة فيروس كورونا المستجد ” الذي ينعقد بإشراف رابطة العالم الإسلامي و مجلس الامارات للإفتاء الشرعي .
و يأتي المؤتمر استجابة من علماء الإسلام لواجب الوقت المتمثل في بيان الحكم الشرعي المؤطر للواقع ، و تقديم إجابة الدين على الأسئلة التي يفرضها واقع الوباء المصنف من منظمة الصحة العالمية بأنه جائحة من الجوائح.
ويجري المؤتمر باستخدام تقنية الفيديو المباشر عبر الانترنت . و يشارك فيه علماء أجلاء و باحثون من مختلف الدول العربية و المسلمة . و من المتوقع أن يستمر المؤتمر في ثمان جلسات علمية مركزة تتناول كافة الجوانب ذات الصلة بالموضوع .

و بعد جلسة الافتتاح ألقى العلامة الشيخ عبد الله بن بيه كلمة تأطيرية في الجلسة الأولى حلل فيها الأبعاد الشرعية و التأصيلية لــ” فقه الطوارئ” ، و ناقش باستفاضة إشكالية الأزمات و الطوارئ و المقاربة الفقهية لها من المنظورالمقاصدي الإسلامي .
كما تحدث في الجلسة أيضا الدكتور عبد السلام العبادي الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي.
و قد شارك بعض العلماء و الفقهاء ومدراء مؤسسات علمية من موريتانيا في الجلسات العلمية للمؤتمر ، منهم العلامة الشيخ محمد المختار بن امباله ، و هو أول رئيس لمجلس الفتوى و المظالم بموريتانيا . و الشيخ الفقيه الدكتور إسلمو سيدي المصطف وزير الشؤون الإسلامية الأسبق. و الأستاذ أبوبكر ولد أحمد ، الوزير السابق و رئيس مجلس جائزة شنقيط وبعض الأساتذة المختصين .
و بالمناسبة لا يسعني بإسم مؤسسة رسالة السلام العالمية للدراسات والبحوث الإسلامية بموريتانيا إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل على دعوتي للمشاركة في المؤتمر من الجهة المنظمة . و هي المشاركة التي مكنتني من الاستفادة من العروض القيمة و الأبحاث المتخصصة و المتنوعة حول فقه الطوارئ و المندرج ضمن معالم فقه ما بعد جائحة فيروس كورونا المستجد. وكانت لنا المداخلة التالية :

السلام عليكم ورحمة
معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان – وزير التسامح والتعايش بدولة الإمارات العربية المتحدة ،
معالي الشيخ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بي
معالي الشيخ الدكتور محمد عبدالكريم العيسى- الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي،
معالي الدكتور محمد مختار جمعة -وزير الأوقاف المصري
معالي الشيخ نور الحق قادري – وزير الشؤون الدينية في باكستان
أصحاب المعالي والفضيلة اخوتي الأعزاء اسمحو لي ان أحييكم باسم رئيس مؤسسة رسالة السلام العالمية بموريتانيا والذي يتمني لمؤتمركم كل التوفيق والنجاح .
من السّابق لأوانه أن يَتَسَوَّرَ النّظرُ محراب النّتائج أو يستخلص العبر من هذه الحادثة التي ما تزال ملأ السمع والبصر، فالمعلوم من أمر هذه الوباء نزر بالمقارنة بالمجهول، والمكشوف يسير باعتبار ما ينبغي اكتشافه، حقاً أن البشر خلقوا من ضعف (والله خلقكم من ضعف) ، (وخلق الإنسان ضعيفاً)، وحقاً أن الإنسان محدود المعرفة (وما أوتيتم من العلم الإ قليلاً).

ومع ضعف البشرية لطف الله سبحانه وتعالى وجعل الانسان قوياً بما سخره له من أمور السموات والأرض. إن الموازنة بين الضعف والقوة تلك هي سنة الحياة على هذه الارض فالله يظهر للإنسان حقيقة ضعفه ليتواضع وجهله ليتعلم وتسخير الكون له ليعمل (خلق الانسان علمه البيان)، (وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه).
نظرتنا لهذا المؤتمر الذي يلتئم اليوم، تنطلق من الوعي بأنّ هناك جهة ينبغي ألا تَغفُل أو تُغفِل ما يجري. وهي جهة الفقه الذي هو عبارة عن نظام سلوك السلم وقوانين وفلسفة حياته وروحانيات، فهذه الجهة يجب الا تغفل التأثيرات الحاصلة في الواقع، فالواقع شريكٌ في تنزيل الأحكام وتطبيقها، كما دلت على ذلك فالقرآن الكريم
ولو أنكم أيها العلماء في مؤسسات الفتوى الرسمية وفي مساجدكم ومدارسكم قد تصديتم للنّوازلِ المستجدة التي فرضها الواقعُ الجديد بما نزل الله علي بنبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وهو كتاب الله لوجدتم المخرج السليم
لقد وضع الله سبحانه فى كتابه الكريم وبين لنا فى مقاصد آيات القران العظيم قواعدا يستمد منها قرارات وقوانين ليتحقق للانسان فى أي مجتمع مايلي
أولا = المحافظة على حياة الانسان وحمايته من كل مايهدد حياته من اعتداء أوظلم أومرض
ثانيا = يوءسسس على ماسبق ذكره أعلاه للعلماء والفقهاء والاطباء بوضع كافة النظم والقوانين التى تستهدف حياة الانسان ممايتهدد حياته ويشكل خطرا عليها
ثالثا = اضافة على ذلك تأمين الماء والغذاء والسكن مسوءلية ولي الأمر فى مجتمع
رابعا = ليست تلك الأمور حالة ظرفية لمواجهة فيروس الكرونا ولكنها يجب أن تكون حالة دائمة للمحافظة على أفراد المجتمع فى كل الأوقات
والظروف
رابعا= مالم يحدده التشريع الالهي فى القران الكريم من قوانين وقواعد لتنظيم بعض القضايا التى تتعلق بحياة الانسان ومنفعته جاز لولي الأمر الاستعانة بالمتخصصين
بوضع القوانين والقواعد التى تحقق أمن الانسان وتحافظ على حياته وهو أمر مباح بلاحدود لولي الأمر لاتخاذ مايلزم بما حقق أمن الانسان فى مجتمعه

تلك بعض الملاحظات وددت ان اوردها لأن الشريعة الإلهية تشجع الناس لاتخاذ اي اجراء يستهدف حماية حياتهم وتحقيق سلامتهم وأمنهم
والسلام

زر الذهاب إلى الأعلى