أحياء الترحيل .. معاناة العشرية هل ينهيها العهد الجديد ؟!
الموريتاني – في سنة 2011 على طرف قصي من العاصمة نواكشوط حط المرحلون رحالهم غداة أيام صيف حار ، على أديم أرضية جرداء مقفرة لا ماء فيها ولا مرعى، ومنذ ذلك الحين، يحاول انسان الترحيل أن يشق طريقه نحو الحضارة في فلاة معزولة كليا عن واقع حياة العالم..!
ومع مرور الأيام تطور الواقع شيئا فشيئا في إطار مسيرة التخفيف من حدة المعاناة، فوجدت حنفيات لتوزيع الماء ووجدت بعض الشوارع بعضها بالاسفلت وهو قليل، واكثرها ممرات وعرة ومطبات وحفر.. وتوزعت بشكل غير مدروس الأسواق والحوانيت، ووجدت مدارس قليلة جدا لا تف بحاجة 20% من ساكنة الترحيل، ومركز أو اثنين صحيين على امتداد أحياء الترحيل لم يغنيا شيئا لهم.
لكن الأكثر ضرورة بالنسبة للسكان في أحياء الترحيل هو توفير الأمن؛ الذي لم يجدوا له سبيلا، ولا أمل لديهم به وهم يمضون 6 او 7 سنوات يعيشون الخوف وعدم الطمأنينة ويواجهون المخاطر، فقد كان الترحيل منذ البداية ملاذا ومنطقة آمنة لتخقي عصابات التلصص والجريمة، يوفر لها الوقاع هناك بيئة مناسبة ومنطقة قابلة للمكوث على قارعة الشارع وفي الساحات الخالية وفي الزوايا المظلمة لممارسة الفاحشة والجريمة وقطع الطرق على الجميع. في منطقة مخيفة من عاصمة مظلمة، يكابد المواطنون معاناة متعددة الأوجه، عنواناها العريضان؛ فقدان الأمن وغلاء المعيشة ، مع شح الموارد والبعد عن مركز المدينة وصعوبة النقل.
في مناطق أخرى من العاصمة نواكشوط تتشابه أوجه المعاناة لكن الترحيل يحظى بوقعها الشديد والمخيف.
آراء السكان..
يرى سكان الترحيل ممن حاورناهم أن واقع الترحيل في ما يخص الغلاء والنقل والأمن لم يتغير رغم مرور سنوات عديدة، فهم يعانون مع اشراقة شمس كل يوم من صعوبة التنقل والوصول الى قلب العاصمة، لاقتناء حاجياتهم من السوق ولتحصيل أقواتهم حيث أن غالبية السكان من الفقراء قليلي الدخل، ومن الباعة الصغار الذين ينفقون مما عندهم وما تحصلوا عليه من ممارسة أنشطتهم التجارية في أسواق العاصمة، ومنهم العمال اليدويين وحالهم يطابق أحوال أصحابهم من ضرورة للتنقل وحاجة للقوت اليومي
ويرى السكان أن الترحيل رغم الكثافة السكانية والامتداد الكبير لمساحته ليس فيه منشأة ولا معمل ولا سوق كبير ولا شيء يغني سكانته عن طلب رزقهم في المناطق البعيدة منهم.
وعن المراكز الصحية والمدارس يختزل المنتحدثون الجواب؛ بانه ليس هناك أية خدمات، وهم لا يعولون على ما هناك لأنه لا يسد لهم أية حاجة.
وفي مجال الأمن يقول المتحدثون أنهم أطلقون صيحات واستنجدوا بالسلطات كثيرا لتوفير الأمن لكنهم لم يجدوا أذنا صاغية ولا يروا ان هناك جهود في سبيل محاربة عصابات الجريمة الذين يسرحون ويمرحون في منطقتهم.
خلاصة القول؛ إن سكان الترحيل يصدق فيهم القول أنهم في طرف مظلم من عاصمة مخيفة، رغم كل ما يشاع رسميا من توفر الترحيل على مقومات العيش والحضارة، فإن من رأى المنطقة لا يصدق ذلك، ومن تحدث مع السكان يرى ويسمع واقع المعاناة الصعبة.
واقع لم يتغير صنعته العشرية الموصومة بالفساد فهل سيكون العهد الجديد منقذا للترحيل من واقع المعاناة المريرة ؟!
تقرير: سيدي ولد محمد فال