مواطنون: التدخلات للتخفيف من أثار “كورونا” لم يستفد منها كل المستهدفين
الموريتاني – تقارير – يعيش الواقع الاقتصادي للشعب الموريتاني في غالبيته العظمى، مراحل ضعف شديدة تزيد سوء باطراد على وقع أزمة غلاء معيشي ضارب يكابده الفقراء والفئات الأقل دخلا، هذا الواقع ليس جديدا، لكنه عرف تطورا نحو الأسوأ مع بداية انتشار جائحة “كورونا” وما لازمها من اجراءات وقائية حدت من نشاط المواطنين المدرة عليهم بالدخل خصوصا من يحصل قوته اليوم عن طريق ممارسة بعض الانشطة التجارية الضعيفة جدا من الفقراء والعاطلين عن العمل..
كان إغلاق الاسواق والمحال التجارية وسد الطرق، وفرض الإقامة المنزلية على الناس، إحكاما للازمة الاقتصادية التي يئن تحت تأثيرها المواطن الموريتانيا ..
وفي إطار تلك التفاعلات وما خلفته من أضرار؛ أعلن الحكومة عن إطلاق تدخلات، وفتح مجال التبرعات من طرف التجار والمؤسسات، في حملة لصالح المواطن، بهدف الحد من الآثار الاقتصادية السلبية للإجراءات الوقائية من الوباء .. وقد أعلن عن جمع أموال قدرت بمئات الملايين وأعلن عن تأسيس مشروع التآزر وعملية دعم الأسر الفقيرة..
بعض تلك التدخلات، أعلن عنها رئيس الجمهورية السيد محمد الشيخ الغزواني..
أولها تخصيص ملايين من الأوقية للتوزيع على 30 ألف أسر فقيرة من عديمي الدخل والمعوقين والعاطلين عن العمل، ووصفت خلال خطاب الرئيس بعملية “التكفل ب 30 ألف أسرة فقيرة خلال ثلاث اشهر” ضمن التدخلات لمواجهة آثار “كورونا” ..
وحسب الكثير من المواطنين الذين حاورهم موقع “الموريتاني”.. فقد كانت العملية عبارة عن بضع كليوغرامات من المواد الغائية، وزعتها وحدات من الجيش الوطني، ولم تعلن لائحة المستفيدين بشكل دقيق، والكثير ممن سجلوا في اللوائح لم يستفيدوا من تلك العملية، لتنتهي فجأة وفي صمت تام – حسب المراقبين –
إلا أن البعض الآخر ممن حاورناهم أثنوا على العملية، وقالوا أنه تدخل جيدة جاء في وقته وساعد الكثير من المواطنين ..
أما العملية الأخرى، فهي ما أعلن عنه رئيس الجمهورية، غداة تشكيل صندوق “كورونا” أو مشروع “التآزر”، متمثلا في إطلاق عملية لتستفيد منها حدود 200 ألف أسرة فقيرة على عموم التراب الوطني..وتستهدف بالأساس المعوقين وعديمي الدخل والنساء الأرامل والأسر الأشد احتياجا..
وحسب بعض المواطنين، فهي عملية ليست أفضلا حالا من الأولى، فرغم أن بعض الأسر استفادت، إلا أن الكثير ممن سجلوا وهم من الفئات المستهدفة والأكثر فقرا، لم يستفيدوا لحد الساعة، ولم تعلن أيضا لائحة المستفيدين بالتأكيد، وهل تمت وفق للأرقام المعلنة أصلا للمستهدفين ..
الجهات الرسمية في مشروع تآزر، تواصل تدخلاتها لصالح الفئات المستهدفة، وقد أعلن عن تنفيذ الكثيرة من الخطوات وفي كثير من مناطق البلاد، ولا زال مشروع “تآزر” يواصل تدخلاته .. إلا أن الكثير من المواطنين الذين حاورهم موقع “الموريتاني” لاستنطاق الواقع؛ أكدوا وجود أزمة خانقة وغلاء معيشي وارتفاع في الاسعار، وعبروا عن انعكاس اجراءات الوقاية من “كورونا” بشكل سلبي ملحوظ على حياة المواطنين، ودعوا لتدخلات بحجم الأزمة، مع تثمينهم التامة لكل التدخلات التي قامت بها الحكومة والجهات الخيرة لمساعدة المواطن ..
مؤكدين أن التدخلات، رغم أهميتها، لم تصل للمواطن المستهدف بها بالأساس، ولم تعلن لائحة المستفيدين منها بشكل شفاف..