فساد قطاع النقل .. أكبر معاناة سكان نواكشوط

من بين المشاكل التي يعاني منها ساكنة العاصمة نواكشوط، مشكل فساد قطاع النقل الذي ظل عصيا على كل الحلول لأن محاولات حل هذا المشكل حسب الكثيرين كانت مجرد تحركات من طرف السلطات تأتي فقط لامتصاص أي احتجاج او تذمر تسببه الوضعية الصعبة والمزرية للنقل.

فبالرغم مما تعلن عنه الجهات الرسمية من خطط وحلول، وما يشاع عن سياسة تنموية شاملة تعمل على إصلاح قطاع النقل وبناء شبكة من الطرق ورغم تشكيل شركة للنقل العمومي وإنشاء سلطة لتظيم النقل خلال العشرية المنصرمة في عهد النظام السابق،  لم يأتي ذلك بجديد بل ظل وضع النقل الحضري في نواكشوط معقدا ويطرح مشكل كبيرا بالنسبة للمواطنين.

ولتسليط الضوء على واقع النقل، زار موقع “الموريتاني” بعض محطات النقل وحاور بعض ركاب سيارات الأجرة، ونقل  آراءهم حول الموضوع:

–  سائق سيارة الأجرة “عبدو” يحلل وضع النقل الحضري في المدينة على طريقته، ويقول؛ بان هناك مشاكل عديدة نعانيها نحن اصحاب سيارات الأجرة، منها : فوضوية القطاع حيث أن الكل يمارس النقل، أصحاب السيارات الشخصية، والعسكريين وسائقي سيارات الاجرة البرية، الكل هناك في نواكشوط يمارس مهنتنا وبمبررات مثيرة، ومع ذلك – يقول السائق – يقولون بانهم يريدون تنظيم القطاع وكثيرا ما يأتي خرق النظام من نفس الجهات الموكلة بتنظيمه.

فعناصر الشرطة وأمن الطرق لكل منهم سيارة يمارس فيها النقل ويحولها إلى سيارات أجرة ساعات فراغه، وكذلك الموظفين والتجار.

ومن ناحي أخرى وعلاوة على الفوضوية التي لا تدع لصاحب الأجرة المهني فرصة الحصول على قوت يومه وسد حاجته من خلال مهنته، فإن الوقود يصعب الأمر حيث أن لتر (الكازوال) يقارب 400 اوقية، وهو في ازدياد ، اما عن معاناة المواطن وازدحام السير – فيقول – أنه يفهم أن المواطن الضعيف يعاني من ارتفاع سعر تذكرة الأجرة مابين 200/100 اوقية كما يعاني من طول الوقت الذي يمضيه في الطريق الى مكان عمله نتيجة زحمة السير ، لكنه يعلل ذلك بفساد قطاع النقل معتبرا انهم ، اصحاب سيارات الاجرة، لا يتحملون اية مسؤولية، مؤكدا أن السلطة لا تقوم به إلى فرض الاتاوات المجحفة على ممارسي مهنة التاكسي.

  • السيدة “مسعوده” تاجرة تعمل في حانوت لبيع الملابس والعطور في سوق العاصمة (كبتال) تعبر عن استياء أصحاب المحلات التجارية في السوق المركزي من مشكل النقل.
  • وتقول؛ إن من أكبر المشاكل التي سببها فساد النقل أنه صار فوضى عارمة تسببت في افساد حياة الكثر من المواطنين حيث أن صعوبة التنقل من والى قلب العاصمة فاقم من معاناة المواطن الذي يعاني اصلا من  الفقر ولا يستطيع الحصول على قوت يومه، وهو يمضي طول النهار في طريق الذهاب والعودة، – كما تقول – أن الغالبية العظمى من المواطنين لا تستطيع توفير سعر التذكرة يوميا 400 اوقية ذهابا وإيابا.
  • موظف اخر “سيدي” يعمل في قلب العاصمة يرى هو الآخر أنه لا يمكن أن تكون هنا تنمية ولا انتاج ما لم تبادر السلطات بحل مشكل النقل الحضري في العاصمة، فالعامل – حسب رأيه – يعاني من مشاكل كثيرا ما يفقد بسببها وظيفته أو تأثر على انتاجه وتحصيله نتيجة صعوب التنقل، فقد يمضي يومه كله في رحلة الذهاب الى العمل وما ان يصل حتى يبدأ في البحث عن سيارة تقله الى منزله فيبقى العمل دون أن ينجز بالشكل المطلوب ..

أحاديث المواطنين تجمع على نقل هذه الصورة عن واقع النقل الحضري في العاصمة نواكشوط، معاناة سرمدية تراوح مكانها ومشكل حضري يؤثر على نحو واضح على سير عجلة التنمية والاقتصاد في البلد.. ورغم ذلك لا تجد مشاكل النقل أي اهتمام من طرف المسؤولين ولا تلفنت انتباه ممراسي النقل والقيمين عليه لمحاولة وطع حلول عاجلة للنقل، الذي لا تنمية ولا عمل ولا اصلاح جدي بدون..

وحتى يحين وقت اصلاح قطاع النقل، مع حاجات الإصلاح الكثيرين في شتى المجالات يظل المواطن يكابد صعوبة الواقع..

تقرير – سيدي ولد محمد فال

زر الذهاب إلى الأعلى