المواد الغذائية أسعار تضرب بطون الفقراء
الموريتاني – المواطن الموريتاني وهو يحلم بواقع يسمع عنه، قد يكون قريبا، على وقع الحديث عن “الاقلاع الاقتصادي”، يعتبر أن خفض اسعار المواد الغذائية هو البدياة التي ستطمئنه على تحسن الواقع كمؤشر يدركه الجميع من الفقراء الذين ظل ارتفاع الاسعار والغلاء المعيشي يضرب بطونهم ويصعب عليعم توفير لقمة العيش لأسرهم محدودة الدخل ..
ان ارتفاع اسعار المواد الغذائية والادوية وكثير من الأمور الضرورية في حياتهم، ليس بالأمر الجديد ولكنه في هذا الواقع؛ هو اشتعال تلهبه العواصف العاتية التي تهب بين الفينة والأخرى، إنه اللهب الحارق على أقل تقدير، هو نار تستعر تحرق جيوب الفقراء قبل قلوبهم..
فلماذا ، يتساءل المواطينين، لا يكون هناك جهد للحد من هذا الاشتعال.. سؤال على الشفاه ومطلب لا تخفيه نظرات ذلك الفقير الجاثم الفقر على صدره، الذي يباكر ساحة الحراك ـ ولا أقول سوق العمل ـ لأن العمل بمفهومه المنتج يندر في أحايين كثيرة، ولأن السوق بمفهومها الاجتماعي الأخلاقي اندثرت نتيجة عتوّ أباطرة الاحتكار،
فصار الربح شراعا يوجه سفينة التوحش الاقتصادي، وفي ذلك الوسط القاتل لصاحبنا المسكين، غاب فعل الدولة الراعية لمصالح المواطنين..
لنقل الواقع الذي يعانيه المواطنين بسبب ارتفاع الاسعار وتدني الدخل وضعف القدرة الشرائية للغالبية العظمى من الموريتانيين، ننقل حوارات مع بعض الباعة، فكانت ردودهم على النحو التالي:
بائعة الخضروات “فاطمه” في أحد أحياء الترحيل، أجابت على سؤال حول الاسعار وقدرة زبنائها الشرائية ؟
فقالت: أنا أريد القول ان جميع الموريتانين اليوم يعانون بشكل بالغ من ارتفاع الأسعار ولا شيء أهم بالنسبة لنا نحن المواطنين في الترحيل وفي الاحياء الاخرى، من خفض اسعار المواد الغذائية فهي بالنسبة لنا عصب الحياة، نسمع فقط كثير من وعود في كل فترة بتحسين ظروف المواطنين وتبقى حبرا على ورق.. وما نريد ولا نفهمه من الدولة أن تعرف أن الأسعار في غاية الصعوبة وأن تدخلها في أي شأن لن يجد أهمية عندنا ما لم تتدخل للسيطرة على الاسعار ودعم المواطنين الفقراء، والرفع من مستوى القدرة الشرائية لهم،
وأكدت السيدة أن غالبية زبنائها لا يستطيعون شراء أكثر من قيمة 100 أوقية من الخضروات وهو في الغالب ثمن قطعة واحدة صغيرة من الخضروات، فالاسعار ارتفعت والدخل نقص بشكل كبير. وهذا – تقول – يكفي دليلا على ضعف المواطنين هنا.
بائع اللحم “الجزار موسى” في منطقة اخرى من نواكشوط، عبر هو الآخر عن ألمه من واقع المواطنين ..
حيث أكد أن البعض من زبنائه كان في السنوات الماضية يستطيع شراء كلغ او نصفه من اللحم واليوم الكثير من الزبناء يشري ربع كلغ من اللحم يوميا، او يتوجه الى حيث تباع بعض بقايا “لحم الجل، ولمصارين (الامعاء)” المعروفة في الاحياء الشعبية ب”الصامات” حتى تباع له ب100 اوقية، واقع يعبر عنه بلال بأسى كبير ويؤكد على أنه واقع يئن تحت وطأته غالبية المواطنين.
صاحب حانوت في منطقة “دبي” عبر لنا ، هو ايضا، عن اعترافه امام زبنائه بأن الوضع صعب للغاية قائلا أن واقع الاقبال على شراء المواد الغذائية يعكس الضعف الشديد لدى غالبية المواطنين، مؤكدا ان الاسعار تشهد ارتفاعا لا يطيقه المواطنون.
هذا هو واقع اسعار المواد الغذائية الذي يتأكد انه بحق ارتفاع يفاقم معاناة الموطنين. وهو ما يرى البعض انه يحتم على الدولة التفكير في بالنزول الى واقع الحال، قبل الاقلاع الاقتصادي الذي يعتبر المواطن الشريك الاساس في جدوائيته..
الموريتاني – سيدي ولد محمد فال