الموريتاني – الارتفاع المفاجئ لاسعار المواد الغذائية في موريتانيا ليس بالأمر الجديد ولكنه في هذا الواقع المتردي المحفوف بالمخاطر بانتشار جائحة كورونا والغلاء المعيشي فو اوجه؛ هو اشتعال تلهبه العواصف العاتية التي تهب بين الفينة والأخرى، إنه اللهب الحارق على أقل تقدير، هو نار تستعر تحرق جيوب الفقراء قبل قلوبهم..
فكيف لا يكون هناك جهد وتدخل على مستوى القاعدة الشعبية، ينقذ الالاف من تداعيات الغلاء المعيشي في وسط موجة كوررونا، والسيطرة على الاقل على اسعار المواد الغائية، للحد من هذا الاشتعال..
سؤال على الشفاه ومطلب لا تخفيه نظرات ذلك الفقير الجاثم الفقر على صدره، الذي يباكر معترك تحصيل لغة العشية بشق النفس وبذل التفيس ـ ولا أقول سوق العمل ـ لأن العمل بمفهومه المنتج يندر في أحيان كثيرة في موريتانيا، ولأن السوق بمفهومها الاجتماعي الأخلاقي اندثرت نتيجة عتوّ أباطرة الاحتكار، فصار الربح شراعا يوجه سفينة التوحش الاقتصادي، وفي ذلك الوسط القاتل لصاحبنا ، المسكين الكادح، غاب فعل الدولة الراعية لمصالح المواطنين..
ولاستنطاق الواقع الذي يعانيه المواطنين بسبب ارتفاع الاسعار وتدني الدخل وضعف القدرة الشرائية للغالبية العظمى من الموريتانيين، حاورنا بعض الباعة، فكانت ردودهم على النحو التالي:
بائعة خضروات فاطمة، تعمل وتقطن في أحد أحياء الترحيل، أجابت على سؤال حول الاسعار وقدرة زبنائها الشرائية ؟ فقالت:
أريد القول ان جميع الموريتانين اليوم يعانون بشكل بالغ من ارتفاع الأسعار ولا شيء أهم بالنسبة لنا نحن المواطنين في الرحيل من خفض اسعار المواد الغذائية، فهي بالنسبة لنا عصب الحياة، نسمع فقط كثير من وعود في كل فترة بتحسين ظروف المواطنين وتبقى حبرا على ورق..
ونريد من الدولة أن تعرف أن الأسعار في غاية الصعوبة وأن تدخلها في أي شأن لن يجد أهمية عندنا ما لم تتدخل للسيطرة على الاسعار ودعم المواطنين الفقراء، والرفع من مستوى القدرة الشرائية لهم، وأكدت السيدة أن غالبية زبنائها لا يستطيعون شراء أكثر من قيمة 100 أوقية من الخضروات وهي لم تعد ممكنة ، وكانت في الغالب ثمن قطعة واحدة صغيرة من الخضروات، هذا لان الاسعار ارتفعت والدخل نقص بشكل كبير. وهذا – تقول فاطمة – يكفي دليلا على ضعف المواطنين هنا.
اما بلال بائع اللحم في منطقة اخرى من نواكشوط عبر عن ألمه من واقع المواطنين حيث أكد أن البعض من زبنائه كان في السنوات الماضية يستطيع شراء كلغ او نصفه من اللحم واليوم الكثير من الزبناء يشتري ربع كلغ من اللحم يوميا، او يتوجه الى حيث تباع بعض بقايا “لحم الجل، ولمصارين (الامعاء)” المعروفة في الاحياء الشعبية ب”الصامات” حتى تباع له ب200 اوقية، واقع يعبر عنه بلال بأسى كبير ويؤكد على أنه واقع يئن تحت وطأته الكثيرون.
صاحب الحانوت أحمد في منطقة اخرى من نواكشوط ، عبر لنا عن اعترافه امام زبنائه بأن الوضع صعب للغاية قائلا أن واقع الاقبال على شراء المواد الغذائية يعكس الضعف الشديد لدى غالبية المواطنين، مؤكدا ان الاسعار تشهد ارتفاعا لا يطيقه المواطنون.
ذلك هو واقع اسعار المواد الغذائية وحالة الغلاء ومسرح المعاناة الصعبة للمواطن الموريتاني، خصوصا الفقير، والذي يتأكد انه بحق يضاعف المعاناة، وهي مسترة في شتى الميادين واكثرها خطرا ما يسم المواطن في غذائه اليوم في ظل موجة الوباء .. حفظ الله الجميع
سيدي ولد محمد فال