مرضى الصداقة..ومعانات بلا أمل..

الموريتاني : يعيش مستشفى الصداقة الذي كان قد تم إنشاءه في حكم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بهدف تقريب الخدمة الصحية من المواطن، بالتعاون مع الصين الشعبية الاشتراكية، حالة حولته من مستشفى للاستشفاء  والصحة إلى مركز للمعاناة والألم بسبب الغياب الدائم لإدارة المستشفى، وإهمال الطاقم الطبي للمرضى الذين تعج بهم أجنحة المستشفى، بين أيدي المتربصين من طلبة الطب، والمنظفين الذين تقلد غالبيتهم دور الأطباء لابتزاز المرضى الذين يعانون من الغياب المستمر للإدارة وإهمال الطاقم الطبي.

قصص كثيرة يعيشها مرضى مستشفى الصداقة من المعانات بسبب غياب الإدارة في المستشفى وإهمال الطاقم الطبي يتفطر من سماعها القلب.. لا تتوقف الدخول الذي يحتاج المريض فيه  إلى الكثير من التدخلات والضغوط والمعارف حتى يجد من يهتم به ويكشف عن عنه..ويقدم له الإسعاف الأولي حتى ولو كان المريض يعاني من اشد حالات المرض التي يحتاج صاحبها إلى معاينة وإسعاف سريع..وتتعقد الأمور أكثر وتزداد الأعباء إذا كان وحظي المريض بمعاينة أحد الأطباء -وهو أمر مستبعد – فسيزيد عليه الوجع والمعاناة بوصفات من الأدوية لا طاقة للمريض  للحصول على ثمنها.

في عنابر أجنحة الحجز والعناية يعيش المريض حالات من الإهمال ترفع من معاناته الى مستوى فوق ماكان يعانيه بين اسرته في منزله، حيث تزداد  الفواتير اليومية لإيجار الغرف، ووصفات الأدوية التي يشرف عليها في غالب الأحيان ممرضون متربصون، والراشين الذين يخدمون النظافة وخدمة الإدارة .

 الحالات المستعجلة .. كسل وإهمال

سيدي محمد أحد المرضى الذين قدموا من إحدى القري في ولاية الترارزة تم نقله على جناح السرعة من المركز الصحي في المقاطعة التي تتبع لها القرية، وجاء به ذووه إلى  مستشفى الصداقة للعلاج من اضطراب في معدته يعاني منه منذ فترة.. وجد رفاق المريضة صعوبة كبيرة حتى يجدوا الطريق للدخول إلى جناح الحالات المستعجلة التي انتظر فيها المريض- رغم حالته الخطيرة –وقتا زاد على ساعة ونصف قبل أن يجره يأمر ممرض ذويه بحمله إلى غرفة للمعاينة من غير تقديم أي مساعدة، حتى أن ذووا بحثوا عن مقعد وسرير متحرك لينقلوه عليه، ولم يجدوه..كان الوقت متأخرا.. وجناح الحالات المستعجلة خالي حتى من الممرضين والفراشين وعمال خدمة النظافة.. نظر الممرض في المداومة  بإهمال وعدم اكتراث إلى المريض الذي يعاني من اضطرابات عنيفة تعبث بداخله..وهو يقول مخاطبا ذويه:.. الطبيب ليس موجودا.. والوقت متأخرا.. عليكم الانتظار بجوار مريضكم حتى قدوم أحد الأطباء ..

لم يتحمل أحد المرافقين للمريض، الصورة التي استقبلهم بها الممرض من عدم اهتمام..وما قاله حول غياب الطبيب.. وقال مخاطبا الممرض:.. المريض في حالة رهيبة من الألم ويحتاج إلى معاينة طبيب سريعة لتقييم وضعيته ومعرفة الحالة التي هو فيها..لم يزد كلام مرافق المريض إلا تعنتا.. وقال:.. أنا لست طبيبا.. والطبيب المداوم غائبا.. وهاتفه مغلق..وليس لديكم غير الانتظار حتى الصباح..

أثار كلام الممرض غصب المرافق للمريض.. وطلب من رفاقه نقل المريض إلى المستشفى الوطني..عاد الممرض إلى سرير نومه.. تاركا المريض ومرافقيه في الحالة التي قدموا فيها أو أكثر عنفا، وهم ينقلون مريضهم على سواعدهم إلى السيارة ..

أجنحة الإنعاش..أسرة للإهمال

ميمونة.. سيدة من سكان حي شعبي في الميناء بولاية نواكشوط الجنوبية.. تعاني من مرض مزمن، جاء بها أبناؤها قبل أسابيع للعلاج، وبحكم حالتها أمر الطبيب الذي كان مداوما حين قدومها بحجزها لمتابعة حالتها.. لكن حالتها ازدادت سوءا بسبب عدم تقديم الأدوية،وغياب رقابة الطبيب..

في جناح النساء (قسم الولادة)تعاني سيدة من حالة مخاض، وتمنعها البوابة على الباب من الدخول للولادة لأن الطبيب المداوم في حالة استراحة، والقابلة مشغولة بالتواصل عبر الوات ساب، والحديث عن ماستلبسه في مناسبة اجتماعية مقررة قريبا، وماذا تقدم للعروس في الهدية..

الحوادث

زر الذهاب إلى الأعلى