بالفيديو… كتاب يكشف حال العرب

لقد تشرفت الأمة العربية برسالة إنسانية سامية، حملها ابن من أعظم أبنائها وأشرفهم نسباً ومكانة، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ،

جاءت هذه العبارة في كتاب «ومضات على الطريق» الجزء الأول للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي والذي يحتوي على دراسات ومشاريع حلول لمواجهة المستقبل العربي.

يضيف الشرفاء: حمل الرسول صلى الله عليه وسلم، راية التوحيد ودعا لتحرير الإنسان من كافة أشكال العبودية، ووضع أُسساً لحياةٍ متحضرةٍ راقيةٍ مبنيةٍ على قيمٍ سماويةٍ سامية.

مبادئ السلوك الحضاري في تعاليم الإسلام

أولها العدل وآخرها الرحمة، وبينهما تعاليم أخلاقية متصلة بعضها ببعض لبناء المواطن الصالح وما قررته الرسالة السماوية من نصوص واضحة وأوامر إلهية لا تقبل الجدل في وضع أسس جلية من أجل حقوق الإنسان وتحريره من كل ما يعيق حركته في حياة كريمة.

سواء في اختيار دينه أو أسلوب حياته بشرط ألاّ يترتب على سلوكه ضررٌ لنفسه أو لغيره. تلك مبادئ السلوك الحضاري في طريقة التعامل بين الإنسان وأخيه الإنسان.

حيث نقرأ في القرآن الكريم ونستلهم منه أكمل صور الحوار وأعظمها بين الخالق سبحانه وملائكته، وبين الخالق وعباده، دون بطش أو مصادرة لرأي.

يعلمنا سبحانه كيف يكون الحوار الذي يخاطب العقل بالمنطق تارة وبالأمثال تارة أخرى،

ويرينا النتائج من خلال العرض الرائع لأحداث من سبقتنا من الأمم لنتلافى أخطاءهم حتى يأمن الطريق الذي نسير فيه.

أسلوب الحوار الهادف لمواجهة المستقبل العربي 

ومن هذا المنطلق فإن الأمة العربية كانت سباقة لكل الأمم في طرح أسلوب الحوار الهادف، طريقاً لتحقيق مصلحة كل الأطراف، وتوفيراً للجهد والمال والدم،

وعلاجاً لموقف أكثر خطورة من خلافات وجهات نظر أو مشاكل حدود بين القادة العرب والتي تكاد أن تنسف ما تبقى من روابط الأخوة وتقطّعُ أواصر العروبة وروابط المصير المشترك.

وإبرازاً لصورةٍ حضاريةٍ مستمدة من تعاليم ديننا الحنيف وقيمِهِ في التعامل فيما بينهم حيث أن على كل واحدٍ منهم أن يتقدم إلى صاحبه بمد يد المودة والسلام،

على أساس اتباع رسالة محمد عليه الصلاة والسلام واتباعاً للآية الكريمة:

«ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ» (النحل: 125)..

والآية الكريمة : «وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ» (فصلت: 34).

مناقشة الواقع العربي

ويضيف: لقد أردت بهذه المقدمة أن تكون مدخلاً لمناقشة الواقع العربي وحال القيادات السياسية، استعداداً لدخول القرن الواحد والعشرين وما يمثله من تحديات.

أخشى أن تقف الأمة العربية فيها موقفاً يزيد من معاناة أبنائها ويضيف إليها مزيداً من الكوارث،

وذلك حينما لا تقوى على مواجهة أعاصير التطور الاقتصادي الذي بدأ يتشكل منذ سنوات عديدة، ممثلٌ في كتلٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ واجتماعيةٍ، تدخل بقوةٍ إلى عالم القرن الواحد والعشرين.

فأين نحن من ذلك؟ ها هو قرن يَنْسلُ أمام أعيننا دون أن نستغلَّهُ فمرت أيامه غير نادمة علينا، لأننا لم نستثمر طاقاتنا وإمكانياتنا كأمة واحدة ونقوم بتطوير علاقاتنا بعضنا ببعض.

لنحقق بها تكاملاً يجمع عناصر القوة ويوظف كافة الوسائل المتاحة. لنتمكن من تحقيق الأمن القومي للأمة العربية اقتصادياً وسياسياً، ونحقق لكل مواطن العيش الكريم.

المعارك الكلامية بين العرب

لقد كانت أيامنا معارك كلامية دون هدف ودون مصلحة أيا كانت، وشعارات قومية دون مضمون وعقيدة ، ومصطلحات وزعت ألقاباً وصَنَّفت شعوباً، منها التقدمي ومنها الرجعي ومنها المتخلف.

فضاعت آمال بسطاء العرب أمثالي في كل مكان حيث كانوا يحلمون كل يوم بوحدةٍ تصون عزتهم، وتحقق أمنهم، وتطور معيشتهم، وتصد كيد أعدائهم،

وتحقق لهم في مجتمعاتهم ما نصت عليه شريعة السماء من حقوقٍ تحفظ لهم كرامتهم وتدافع عن قناعتهم وكياناتهم.

لقد دخلنا القرن الجديد، وعلينا أن نعود إلى أسلوب الحوار المنطقي والهادئ الذي دعانا إليه الرسول الأعظم،

حتى نستطيع أن نخرج من حالة التمزق والتشتت ونتحرر من الحلقة المفرغة والمفزعة. فكيف يمكن ذلك ؟

التنوير

زر الذهاب إلى الأعلى