المعايير المقلوبة / المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي

انقلبت المعايير في المجتمع الدولي والعربي وأصبحت هناك أسئلة مشروعة، لعل أهمها: من قام بتدمير بعض الدول العربية؟.. ومن يهدد الأمن القومي العربي؟.. ومن يشكل خطرا دائما على مستقبل الأمة العربية.. ويملك مائتي قنبلة نووية لو حدث خطأ إشعاعي لقتل الآلاف من أبناء الدول العربية المجاورة؟.

إن من يملك ترسانة نووية تشكل خطر على الإنسانية لا يتحدث عنه المجتمع الدولي، وهو مازال في حماية قوى الشر، ويتولى بنفسه تصعيد الاحتجاجات ضد دولة لم تصل لمرحلة تصنيع سلاح ذري حتى الآن.

ماذا نسمي تلك المعايير المقلوبة، وكيف تواجه الدول المغلوبة هذا الموقف المتحيز، خاصة وأن غياب العدالة تتوحش فها النفوس، وفي الابتعاد عن الرحمة تتضخم الذات بالغرور، وحين يصل الكبرياء والزهو بالقدرة المفرطة ينسى الإنسان ربه، ويتحجر قلبه، ويتحول ثور هائج يدمر في طريقه كل شيء.

فلا خشية من الله تمنعه من ارتكاب الجرائم، ولا ضمير حي يذكره بقدرة الله عليه ولا يهمه سفك دماء الآلاف من البشر كما حدث في العراق وسوريا واليمن والصومال. مازال العرب يبقون على مر التاريخ ضحية العدوان والظلم والطغيان فلا حول لهم ولا قوة غير النسيان بعد ما غيبت العقول وتغلغلت في فكرهم السموم وتمردوا على أمر الله في قوله ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) فاتبعوا آخر الآية ( وتعاونوا على الإثم والعدوان…).

زر الذهاب إلى الأعلى