بعد الفوضى الخلاقة.. النقل يلقي بظلاله على الأمن في موريتانيا
شكل عجز السلطات المعنية بتنظيم النقل في موريتانيا عن تنظيمه ، أبرز العوائق أمام بلورة مشاكل النقل التي اصبحت تتسع من الفوضوية ورداءة الخدمات ، لتلقي بظلالها إلى الجانب الأمني.
وثير فوضوية وسائل النقل هاجس الخوف لدى العامة في ظل غياب أي تحكم في منظومته ، وغياب ضوابط ، ظلت معتمدة لدى الدول ، وخاصة البلدان المجاورة ، والتي أقلها ، فرض صباغة سيارة الأجرة ، لجعل الزبون أكثر اطمئنانا على نفسه وماله.
ويرى بعض المهتمين بالنقل أن جهات ودوائر مستفيدة من فوضوية النقل ، تحاول تكريس الوضع الراهن وفرض الأمر الواقع ، وتضليل السلطات العليا ولفت الانتباه عن ما يحدث من ارهاصات في القطاع .
وحسب معلومات حصل عليها موقع “الموريتاني” فإن العشرات من السيارات الشخصية ، والغير معروفة تمارس مهنة النقل بحرية تامة دون أي رقابة تذكر ، بمعنى أن أي سيارة شخصية أو مسروقة ، يمكنها أن تحمل الركاب إلى أي وجهة بكل حرية ، في جو من الانسيابية وعدم الرقابة والفوضى الخلاقة ، ما يعرض أمن المواطن وماله للخطر.
ولعل مشاكل النقل لم تعد تقتصر على جانب الربح والخسارة ، بل بات من المؤكد أن الممارسات أصبحت تشكل أكبر التحديات الأمنية التي تواجه السكان في نواكشوط وبعض المناطق الداخلية هذه الايام ، وسط حديث استغلال سيارات الأجرة في الحرابة والسلب.
فقد تمكنت فرقة الدرك الوطني بمركز تكند الإداري بولاية اترارزة فجر أمس السبت، من القبض على عصابة إجرامية مكونة من 4 أشخاص يمارسون مهنة النقل بين نواكشوط وتكند بواسطة سيارة “افانسيس” مظللة ويقومون بتهديد الركاب بالقتل عن طريق الأسلحة البيضاء من أجل الاستحواذ على ما بحوزتهم من ممتلكات.
ونقلت الوكالة الرسمية عن مصادر مطلعة بالدرك الوطني تأكيدها ، أن هذه العصابة من ضمنها صاحب سوابق عدلية وأن فرقة الدرك بتكند أبلغها أحد المتضررين من الشبكة مساء أمس الجمعة وكثفت البحث حتى تمكنت من القبض عليها وفي وقت وجيز ولله الحمد.
ومهما يكن من أمر فإن وزارة النقل الوصية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بتنظيم النقل الحضري على غرار مايتم في جميع دول العالم .
وإحصاء جميع الناقلين وأماكن نقلهم ليتسنى ضبط معرفة السيارة والوجهة ونقطة الانطلاق والخط المعتمد .
ووضع معاير صارمة للناقلين أبزها فرض صباغة موحدة للسيارات في المدن الكبرى ، واشارات اجرة ثابتة تميزها عن غيرها من السيارات الشخصية التي غالبا ما يستغل بعضها الفوضى لنقل الأشخاص.