التسريبات الجديدة.. بين خوف أعضاء الحكومة وأمل المراهنين على التغيير
شكلت التسريبات الجديدة حول انسحاب رئيس الجمهورية من اجتماع مجلس الوزراء الفارط ، ابرز حدث تم تداوله على نطاق واسع ، رغم التعتيم على المعلومات من الجهات الرسمية ، ومحاولة نفيها من جهة أخرى.
وقد تحدثت بعض المصادر صراحة ، عن استياء لدى الرئيس من ضعف أداء الحكومة الحالية ، حيث خرج عن صمته في رئاسته لمجلس الوزراء الاسبوعي ، ليقدم مآخذه بشكل مفصل قبل أن ينسحب بصمت وسط حيرة التشكيلة الوزارية.
وتبدو رواية استياء الرئيس منطقية لحد التأكيد ، نظرا إلى خرجات الوزير الأول نفسه وحديثة عن ضعف أداء حكومته ومدى تأثير ذلك في إعاقة تطبيق برنامج الرئيس الانتخابي (تعهداتي).
بينما تحدثت مصادر إعلامية أخرى أن ملاسنة حادة اندلعت بين وزيرا الداخلية والتنمية الريفية ، حول عرض للأخير ، رأى فيه وزير الداخلية مبالغة أو مزايدة على ما قدمه الولاة في تقاريرهم بتلك الجهات.
ورغم ما أثارته التسريبات من هاجس خوف لدى أعضاء الحكومة ، فإنها قد اعطت الأمل للأغلبية المراهنة على الاجماع الجديد ، وبشرت بإصرار الرئيس على التغيير المرتقب في عهد المساواة والانفتاح.
وتأتي التسريبات الجديدة وسط تحفظ لدى بعض المراقبين على ممارسات في تسيير الشأن العام ، تقوم بها جهات ضمن التشكيلة التي يعتمد الرجل عليها في تسيير البلد.
ولعل العناية التي حظيت بها التسريبات والتي بدت محل أهتمام الجميع ، قد كشفت لأول وهلة عن رغبة عارمة للنخب السياسية والنقابية في التغيير ، والقطيعة مع ممارسات الماضي ، وتنقية الجو العام والتخلص من رموز الفساد ، وترتيب البيت الموريتاني ، واعتماد مبدأ المحاسبة والمساءلة .