سلطانه خيا.. حكاية محتالة تحاول إنقاذ زعيم عصابة
في عام 2006 حملت المدعوة سلطانه خيا ملفا ضخما مليئا بصور بشعة لمقتل أطفال وهدم منازل، وقدمتها للإعلام الإسباني الرسمي والخاص، على أنها من عمليات اقتحام وقصف لقوات مغربية في ضواحي العيون، وهي في الحقيقة صورا لأحداث المدينة الفلسطينية، غزة في نفس العام.
لم تكن هذه الحادثة أولى فبركة سلطانه خيا ولا الأخيرة لها، فهي تمتلك سجلا حافلا من وقائع الزيف والتلفيق، وبمساندة زعيم العصابة البوليسارية، ابراهيم غالي.. ثنائي اشترك في النصب والاحتيال وتهم الاغتصاب.
بكل وقاحة وثقة مصطنعة عرضت المحتالة سلطانه، صور الأطفال في مؤتمر في مدريد، وفي مشهد ادرامي متكلف تظاهرت بالبكاء، لكنها لم تكن تدري أنها في عصر الصورة وسرعة المعلومة، فما كان من السلطة الفلسطينية إلا أن اكتشفت اللعبة القذرة بعد ذلك بشهور قليلة، ونددت بالواقعة ليتبين للإعلام الإسباني ومنه للإعلام الدولي أنهم تعرضوا لأكبر عملية نصب واحتيال، كادت أن تودي بمصداقيتهم إلى الأبد.
لم يكن ذلك آخر حلقات مسلسل التلفيق، بل عادت اليوم لتقول إن الأمن المغربي اقتحم عليها منزلها هي وأختها قبل يومين فقط، وتعرضا للاغتصاب واشفعت ادعاءاتها بمقطع مصور.
بعد يومين فقط لا أكثر، جاء التكذيب سريعا من طرف إحدى أفراد عائلة سلطانه، مؤكدة أنها اتصلت على سلطانه وأختها الواعره ونفتا لها تعرضهما للاغتصاب، في مشهد جديد من محاولة استجداء التعاطف الدولي وكسب وده بفبركة جديدة لم يقدر لها أن تدوم طويلا.
ياتي ادعاء الاغتصاب في واحدة من أصعب الفترات التي يمر بها زعيم عصابة البوليساريو، ابراهيم غالي، حيث اتجه في رحلة علاج إلى مدريد، فإذا به يجد عنقه مطوقة بتهم اغتصاب وحقوق أشد على صحته من فيروس كورونا الذي كاد أن يودي بها، فهل من علاقة بين ما عادت المحتالة سلطانه تروج له وبين ما يتعرض له المغتصب غالي ؟ هل يبحثون بهذا عن طوق نجاة لقائد تلاحقه المحاكم أنى توجه؟
زيف هذا الادعاء الأخير كان أهون من كل ما سبقه، فالمدعوة نشرت في مقطع أنها وأختها كانتا قد أعدتا سيناريو القصة، وكيف اتفقتا على تلفيق الاتهام، في مشهد غير مسبوق من الوقاحة والتلاعب بعقول الآخرين.
بدت اللعبة أكثر وضوحا حين نشرت سلطانه صورا لها بزي عسكري وقالت إنها ضابطة في عصابة البوليساريو وتقاتل مع مليشياته، نفهم من هنا أنها جزء من مخطط تصنعه قادة الجبهة، في آخر محاولتها لإنقاذ زعيم أصبح مايكون إلى قفص الاتهام.
آخر رصاصة تلقتها الرواية الأخيرة لسلطانه، هو تسريب تسجيل صوتي لإحدى قيادات البوليساريو تدعو فيه المدعوة إلى التوقف الفوري عن نفي القصة، والإصرار على صحتها، مؤكدة أن مثل هذه الأحداث هي الطريق الأسهل للضغط على الرأي الدولي.
حكاية من التناقضات ومحاولات التضليل الواهية، للفت انتباه وخطب ود رأي دولي لم يعد تنطلي عليه خدع قادة العصابة البوليسارية وزعيمها المغتصب.
تاريخ قادة البوليساريو مليئ بعمليات الاغتصاب، وأروقة المحاكم الإسبانية حافلة برفوف الملفات القذرة لهولاء القادة، وإسبانيا تجد نفسها اليوم في مأزق حقيقي، لم يعد بإمكانها إلا أن تنظر في القضايا المرفوعة أمامها.
كاتب المقال : سيدي ولد الرشيد
[email protected]