الصفات الإلهية.. بقلم الكاتب الكبير علي محمد الشرفاء

قال سبحانه وتعالى
1- (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَا دَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيم ُ)(الحشر-22)

٢- (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الحشر-23)

3- (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الحشر-24)

إضافة إلى أن القرآن ذكر في كثير من آياته التعريف بأسماء الله الحسنى، كما في قوله سبحانه في آية الكرسي (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) ( البقرة-255)

وقوله سبحانه (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) (الفاتحة)

(اللطيف الخبير / العزيز الحكيم / الحق /الخلاق العليم /الغفور الرحيم / السميع البصير / هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم / عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم / الغفور الودود/ ذو العرش المجيد / أحكم الحاكمين )

(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) )الإخلاص)
تلك بعض الآيات التي وردت في القرآن الكريم، تتحدث عن بعض صفات الله رب العالمين، وقد أمر الله الناس أن يدعوه بأي من أسمائه، بقوله مخاطبا رسوله عليه السلام (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ) (الإسراء-110)

ذلك هو ما أمر الله به رسوله أن يبلغ الناس به، ولم يبين له بأن الله لديه اسم آخر يخفيه عن الناس، وهو ما يعرفونه كذبا وزورا وافتراء على الله ورسوله بالاسم الأعظم

فإذا كان الله يأمر الناس بتحديد الأسماء التي يدعونه بها، فمن أنبأهم بأن الله لديه اسم آخر ورسالته للناس في كتابه المبين يعرفها القرآن للناس جميعا دون أن يخفي عليهم شيئا في الحياة الدنيا والآخرة، فلماذا يبتدعون أقوالا ليس لها سند من كلام الله في كتابه المبين؟

والله سبحانه أمر رسوله بقوله في حجة الوداع (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) ( المائدة-3) ورسالة الإسلام تضمنها الخطاب الإلهي في القرآن الكريم، ليبلغ الناس آياته وينذرهم يوم حسابه، حيث خاطب الله رسوله عليه السلام في خطاب التكليف (كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) (الأعراف -٢)

وتأكيدًا لذلك قوله سبحانه (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (الأنعام-115)

ما سبق يعني أن رسالة الاسلام اكتملت عناصرها ومبادئها لهداية الناس إلى طريق الخير والصلاح، ولم يكلف الله أيا من عباده بإضافة حرف على آياته وكلماته ولا مبدل لها!
فكيف تجرأ مؤلفو الروايات وناقلوها على غش المسلمين بروايات قد تم حسمها وأبطل الله سبحانه كل من يزور على رسالته، بعد أن بلغ رسوله الناس في حجة الوداع، باستكمال الخطاب الإلهي للناس وإتمام كلمات الله واختتم الخطاب،

وقد وصف الله ألدين يفترون عليه بقوله مخاطبا رسوله عليه السلام (قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ) يونس (يونس-69) وقوله سبحانه يصفهم بالمنافقين (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا) (النساء -٦١)

ويصفهم أيضا مع أتباعهم بقوله سبحانه (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) (الزمر -٤٥)
ولذلك فقد حذر الله الناس الذين يفترون على الله ورسوله بالكذب والتزوير من حساب عظيم يوم القيامة فكم غرروا بالشباب وكم نشروا الفتن وفرقوا المسلمين.

أما آن لنا أن نرجع إلى كتاب الله الذي يدعو الناس للرحمة والعدل والإحسان والحرية والسلام، وتحريم البغي والعدوان وتحريم قتل الإنسان بالظلم والطغيان، والسعي للوحدة والتكاتف باتباع كتاب الله والاعتصام به في أمره للمسلمين بقوله سبحانه (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ)(ال عمران-103)

أليس إن كنا مسلمين حقا ومخلصين لدين الله علينا طاعته واتباع إرشاده وتطبيق عظاته، والتي كلها تستهدف مصلحة الإنسان ومنفعته في الحياة الدنيا ليعيش كريما آمنا في ظل الاستقرار، فكيف للإنسان العاقل يترك الخير الذي يريده الله ويتبع الأشرار الذين يزينون له مع الشيطان، ارتكاب الجرائم ضد الإنسان، ويمارس الجبروت والظلم والطغيان ويخسر حياته في الدنيا وفي الآخرة مزيد من الخسران

زر الذهاب إلى الأعلى