“الكيطنه” … الدلالة اللفظية والاقتصادية .. خاص
الموريتاني : يقول العارفين بواحات النخيل في ولاية ادرار والمهتمين بموسع “الكيطنه” ان معني كلمة “الكيطنه” مشتق من فعل قطن، وتدل على الإقامة بجوار النخيل، الذي تتطلب عملية جني ثماره إقامة ممتدة على عكس كثير من الثمار الأخرى حيث تمتد الاقامة بواحات النخيل الي قرابة ثلاثة أشهر .
مع بدايات الصيف من كل عام تنطلق مواكب الموريتانيين إلى واحات النخيل إيذانا ببدء موسم “الكيطنة”، وهو تقليد راسخ تتوارثه الأجيال في موريتانيا جيلا بعد آخر خاصة سكان وسط وشمال البلاد.
و منذ مئات السنين تحافظ العائلات الموريتانية على رحلة الصيف باتجاه القرى التي توجد بها واحات النخيل في ولايتي ادرار وتكانت خاصة .
تتركز تلك الواحات أساسًا بولاية آدرار، شمالي موريتانيا، التي توجد بها أقدم وأكبر واحات النخيل مثل “تونكاد” و”فارس”، إلى جانب ولاية “تكانت” وسط البلاد.
تبدأ رحلة “الكيطنة” بدايات شهر يوليو من كل عام وتعود الأسر مع مطالع شهر سبتمبر إلى المدن حاملة معها كميات كبيرة من التمور الصالحة للتخزين على مدار العام، بعد عملية تجفيف بدائية.
ما يؤكد على تجذر “الكيطنة” في ثقافة وعادات سكان شمال ووسط موريتانيا، ما يعنيه المثل المحلي الذي يقول على لسان “الكيطنة”: (سلمولي أعلى ألي ما يعرفني وألي يعرفني إدور إجي).
دلالة المَثل أن (من يعرف موسم الكيطنة لا يحتاج لمن يذكره بالمجيء إليها فهو آت لا محالة، وإنما يجب تذكير من لا يعرفها).
وحسب بيانات رسمية، يقدر عدد النخيل في موريتانيا بنحو 2.4 مليون نخلة، موزعة على مئات الواحات، تشمل ولايات: تكانت، وآدرار، ولعصابة، والحوض الشرق والغربي، شمال وشرق البلاد.
ووفقا لاخر مسخ رسمي فإن ولاية “آدرار” تأتي في الدرجة الأولى من حيث عدد النخيل، حيث تضم حوالي 1.19 مليون نخلة، تتوزع على 75 واحة، منتشرة على مساحة قدرها 5673 هكتارا.
وتأتي ولاية “تكانت” في المركز الثاني من حيث عدد النخيل، حيث تضم حوالي 635 ألف نخلة موزعة على 127 واحة، تنتشر على مساحة قدرها 4275 هكتارا.
وتحتل ولاية “لعصابة” المركز الثالث من حيث عدد النخيل، حيث تضم حوالي 517 ألف نخلة، موزعة على 97 واحة، منتشرة على مساحة قدرها 7914 هكتارا.
وتأتي منطقة “الحوضين” في المركز الأخير من حيث تعداد النخيل، حيث تضم ولايتا الحوض الشرقي والحوض الغربي 295 ألف نخلة موزعة على 53 واحة، تنتشر على مساحة قدرها 1852 هكتارا.